ها نحن عدنا فهل من جديد؟ هل من شيء مختلف؟ أم أنها نفس الأمور التي اعتدناها، عدنا بعد غياب، وبعد طول احتجاب، وعادت لنا كرة القدم، بعد استراحة طويلة للغاية، قد تكون مبررة إذا ما أخذنا في عين الاعتبار الأجواء الصيفية الساخنة والمشبعة بالرطوبة، ولكنها ليست مبررة في عرف الاحتراف، حيث الرياضة مهنة ووظيفة، ولا يوجد لاعب كرة قدم محترف في العالم يحصل على راحة سلبية لمدة تقترب من 4 أشهر كاملة. انطلق الموسم بصافرة، وسينتهي أيضاً بصافرة، وما بين الصافرتين سيكون العلم الأكيد، فهل من جديد؟ هل ستطغى هذا الموسم الأمور الفنية وصخب الملاعب، على ضجيج الأزمات وأوراق المكاتب، هل ستعود الحياة إلى المدرجات، هل سيعود زخم المشجعين؟ فما رأي اتحاد الكرة ورابطة المحترفين؟ ما الجديد الذي أعدوه لهذه الجماهير، هل من حلول وتسهيلات؟ وهل تمت تلبية احتياجاتهم وإزالة العقبات؟ وهل ستكون رحلة المشجع إلى الملعب خلف فريقه ممتعة ومسلية، أم ستتواصل وتستمر فصول المعاناة؟
ما الذي يخبئونه لنا هذا الموسم من مفاجآت؟ هل هناك عمل مختلف عن الأنماط السابقة؟ هل هناك أفكار من خارج الصندوق؟ هل سنشاهد شيئاً من الإبداع؟ هل من ابتكار؟ وهل ستعود الإثارة ويعود الشغف، أم أن أجمل مبارياتنا ستكون كلامية عن الحكام و«الفار» ونوادر السقف، وبمناسبة الحديث عن السقف أين صرنا؟ وهل توصلنا أخيراً إلى حل لتلك المعضلة، أم لا زلنا نتحدث عن الشفافية ومواثيق الشرف؟ علماً بأن معظم الأشخاص الذين يطالبون ويتغنون بقانون السقف هم بالأساس أصل المشكلة، فهم يوقعون مع اللاعب عقداً قانونياً أمام الملأ، وعقداً آخر سرياً من تحت الطاولة.
أما عن الجديد الأكيد في هذا الموسم فهو قانون الاستعانة باللاعبين الأجانب وإدراجهم ضمن فئة المقيمين، فهم لا يملكون الشجاعة اللازمة لاتخاذ قرار زيادة عدد اللاعبين الأجانب، فاتخذوه بالسر وألبسوه قناعاً ورداء، ثم أعلنوا عنه على استحياء، وهذه الحكاية هي المرشحة لإثارة الكثير من الجدل، وكأنه الجمر المشتعل من تحت الرماد سيكون له ضرام، وعواصف من الكلام، فهذا القرار أشبه بالقنبلة الموقوتة، تذكروا هذا جيداً، وبيني وبينكم الأيام.
عادت الحياة إلى ملاعبنا، وعادت كرة القدم المحلية، في موسم اختبار لمدى شعبية اللعبة بعد أن فقدت الكثير من عناصر إثارتها خلال المواسم الماضية، والأسباب عديدة، عاد الضجيج إلى كرتنا بعد طول غياب وغموض وانتظار وصمت، عاد عيد كرة القدم فبأية حالٍ عدت.