هذا هو ديدن الوطن، وهذه هي سمة من يدير دفته، وهذه هي القواسم المشتركة التي تشغل بال القيادة، كما تؤرق فكر كل محب لهذا الوطن، وكل عاشق لمجده وسؤدده.
ويقول المثل الشعبي (ما يحك ظهرك، إلا ظفرك) وظهر المواطن عانى كثيراً من بعض الوخزات، جراء تجاهل بعض المسؤولين لأحلامه، الأمر الذي جعل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي (رعاه الله)، يدق أجراس التنبيه، ليقول للجميع معيشة المواطن، ومستقبل أسرته، مسؤولية معلقة في أعناقكم، وأنتم موجودون على مقاعد المسؤولية، ليس للمظاهر، والتعالي على الواجبات الوطنية، أنتم مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى، بفتح الأدراج وإخراج ما تراكم من طلبات التوظيف إلى حيز الوجود، والمباشرة في معاينة أوضاع إخوانكم، من أبناء الدولة، ليشقوا طريقهم إلى الوظيفة، ويمارسوا حقهم في المشاركة في البناء والتشييد.
ضوء كاشف سلطه سموه على قضية مصيرية تهم كل إنسان باحث عن عمل يسد حاجته من متطلبات الحياة الهانئة. وجود المواطن على رأس عمل يؤكد وجوده، ويرسخ قدرته على النجاح، والفلاح في المشاركة، وتقاسم الواجبات، وتفادي أخطار الفراغ الذي يؤدي بدوره إلى حالة البؤس والكدر. هذه صرخة الريح في أحشاء السكون، وهذا هدير الموجة في باطن السواحل الهامدة، وهذا بلل المطر من أجل إعشاب الأرض، واخضرار الشجر.
عودنا سموه دائماً وأبداً في المبادرات المضيئة، والمثابرات الملونة بشجاعة الفرسان، ودخول ميادين الصعاب لقطف أزهار الحب، ومنح الحياة رونقها وبريقها وأناقتها، ورشاقتها ولباقتها وعطرها الأخاذ لكي يصبح الكون حقلاً يضوع من شذا الناس المخلصين، وتفوح من ثناياه رائحة الأحلام الزاهية. عودنا سموه أن الحياة هي صدق، ووفاء، وإن غاب الصدق، أطفأت الشمس ضياءها، وسحبت خيوطها الذهبية من بين النسيج، وإن تلاشى الوفاء أظلمت السماء، وأصابها دخان التأوهات وآهات المعوزين، والذين يقطنون قوارع الحاجة. هذا ما لا يريده سموه، وما لا يرضاه لشعبه، الذي يعتز به، ويفخر، ويريده دائماً فوق السحاب، وعند شغاف النجوم.
هذا ما لا يقبله سموه لأنه وضع على عاتقه دوماً مسؤولية بقاء الإمارات في المراكز الأولى، والمراكز الأولى تحتاج إلى مواطن متقدم في معيشته، ومزدهر في حياته.