من اليوم، يبدأ صراع الكبار في القارة الآسيوية.. كل من وصل إلى دور الثمانية كبير، حتى فيتنام التي لم يسبق لها المشاركة، في بطولة أمم آسيا، سوى مرة واحدة تحت راية الدولة الواحدة، والتي تحتل التصنيف رقم مائة على العالم، وتعتمد في طموحها على شبابها المتوج بلقب دورة الألعاب الآسيوية ونفس المدرب هيونج سياو.
تواجه فيتنام الصاعدة ضمن أفضل ثوالث، اليوم المنتخب الياباني أحد أقوى المرشحين للفوز بلقب البطولة، وقطعاً مواجهة اليابان ليست مثل اللعب مع الأردن التي خطفت فيتنام منها بطاقة التأهل إلى «الثمانية» بضربات الترجيح، لكن حتى اليابان، تدرك أن هذه البطولة بلا مقاييس، وأن الكبير هو من يستمر ويصعد «الجبل الآسيوي» حتى نهايته.
يضم منتخب فيتنام، عدداً من المواهب التي لا يستهان بها، ويمتاز بالدفاع الجيد، والانتقال «السلس» والسهل والسريع من الدفاع إلى الهجوم والعكس، ولديه دوافع ربما تفوق المنتخب الياباني، وهو في كل مرحلة، ليس لديه ما يخسره، وأية خطوة يمضي بها إلى الأمام، هي انتصار كبير للكرة الفيتنامية التي بدأت البحث عن مكان تحت الشمس في «القارة الصفراء».
وفي مواجهة نارية أخرى اليوم، يواجه «التنين» الصيني منافسه الإيراني، وهي موقعة من «العيار الثقيل»، لا يمكن التكهن بنتيجتها ولا المراهنة على أحد طرفيها، فالصراع ليس فقط داخل الملعب، ولكنه يمتد خارج «البساط الأخضر»، بين مدربين كبيرين صاحبي باع كبير، كيروش في الكفة الإيرانية، يقابله الإيطالي الشهير مارشيللو ليبي المدير الفني السابق للمنتخب الإيطالي الفائز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا، كل منهما يريد إثبات قدراته، وأنه كان خياراً جيداً لمن راهنوا عليه.
فالمنتخب الصيني يتطور منذ فترة، وباستثناء وصوله إلى نهائي البطولة في نسخة عام 2004، فإنه لم يحقق أي لقب على الإطلاق، وهو أمر يزعج الصينيين، الذين اعتادوا أن يكونوا رقماً مهماً في كل شيء، ومن أجل ذلك تعاقدوا مع أحد أكبر المدربين في العالم، ومنحوه أيضاً الراتب الأكبر، لتحقيق إنجاز أكبر يعكس طموحات وأحلام دولة يسكنها ما يقرب من المليار ونصف المليار نسمة، تبحث لنفسها عن مكان تحت شمس كرة القدم العالمية، وأنفقت المليارات لتغرس اللعبة في العقول والقلوب وتجعل منها لعبة شعبية تنافس على الألقاب القارية والعالمية.. فهل تكون آسيا 2019 البداية؟.. أم تعود لمقاعد الانتظار لسنوات أخرى؟

** كلمة أخيرة:
اللعب مع الكبار.. عطاء وأقدار.