هل فعلاً بدأت اليابان بتأسيس مدرستها الكروية الخاصة بها؟.. وهل باتت تملك نهجاً فنياً وتكتيكياً يمثل شخصية المنتخب الأزرق، ويمكن أن تطبقه بكل جرأة أمام أي منتخب وفي أي بطولة.. وهل يمكن أن نعتبر مثلاً ما قدمته في مباراة بلجيكا الأخيرة من وحي المصادفة.. المنتخب الياباني قدم كرة جميلة وتقدم بهدفين، وكان يهاجم الفريق الأحمر، حتى بعد أن سجل مرتين، ولو كان اليابانيون مثل بقية منتخبات آسيا وأفريقيا لتفننوا في إضاعة الوقت، وانهوا المباراة في الأوقات الأصلية متعادلين على الأقل، ولم يكن أحد ليلومهم بعد ذلك. نتفق أن بلجيكا أرفع فنياً، وأنها الأفضل من ناحية الأسماء والمهارات والخبرة أيضاً.. ولكنها خسرت بجزئيات بسيطة وكان الحظ السيئ جزءاً من هذه الهزيمة! ولكن السؤال الذي فرض نفسه.. ماذا تريد اليابان، ولماذا هي مختلفة ولماذا تفضّل مجاراة المنتخبات كلها حتى لو كانت أقوى منها.. ولماذا لا تخشى أحداً وحتى وهي تعرف أنها قد تخسر.. حدث ذلك في مباراة السنغال، والتي هاجمتها اليابان بقوة، وسيطرت على خط المنتصف وأجبرتهم على التراجع، وحدث ذلك في مباراة كولومبيا والأمر نفسه شاهدناه في مواجهتهم مع بولندا أيضاً.. اليابان باتت اليوم تملك طريقة ونهج خاصين بها، وتطبقهما في كل المباريات، حتى مع التي تعرف أنها أفضل منها، من هنا يجب أن نعترف أن جيل كابتن ماجد بات يشق طريقه نحو خطوة جبارة إلى الأمام.. حتى لو خرجوا من المونديال في أولى المراحل الإقصائية.. ولكن أصبح لديهم منتخب كامل لا يُهزم إلا من الكبار فقط! إذا ما اعتبرنا أن اليابان منافس لنا في القارة، وإننا يجب أن نوجد الطرق التي تجعلنا نعرف كيف نتفوق عليهم، أعتقد أن كل ذلك سيعتبر هراءً.. فهي لم تعد تنظر لنا كذلك.. هي تريد مجاراة الكبار، وهي تريد اللعب مع العمالقة، وهي تريد أن تثبت أنها مدرسة كروية أعلنت ولادتها من بعد نهاية مباراة بلجيكا. هم شيء مختلف، ليس لأننا الأسوأ.. فلا دخل لنا في تطورهم ولا يجب أن نتحمل نحن وزر ذلك، ولا يجب أن نلوم أي أحد على تفوقهم.. فجماهيرهم تختلف وإعلامهم يختلف، وتقييمهم لعملهم يختلف، وجمعيتهم العمومية مختلفة، ووعودهم مختلفة، وإدارتهم للمسابقات مختلفة، وحتى مراحلهم السنية مختلفة، فمن الظلم أن نوجه اللوم إلى الإداريين أو المسؤولين في كرة القدم أو اللاعبين.. فهم يختلفون عنا في كل شيء.. ومن غير المنصف أن نجلد ذاتنا ونقارن أنفسنا بهم ونقيس الفوارق بيننا وبينهم.. وكأنهم قد تفوقوا علينا في المنتخب الأول فقط! كلمة أخيرة لم يعودوا مجرد فريق كي نفكر في خطة «جهنمية» ونهزمهم.. هم اليوم مدرسة بحد ذاتها!