لا يوجد أحد في الإمارات يعيش تحت خط الفقر الذي حدده البنك الدولي، بـ (1.25) دولار يومياً، (4.6) درهم، وقد أنجزت التنمية المستدامة مهمتها بنجاح منذ عامين، وحققت قضاءً على الفقر بنسبة 100%، ونحن بين قلة من دول العالم التي نجحت في إتاحة الموارد، وتحديث التشريعات، وخلق بيئة عمل منافسة، بما ساهم في نهاية الفقر، ومظاهره الاجتماعية، وأنتج رفاهاً، وشعوراً بالأمان والاستقرار أيضاً.
واجهنا خلال العقود الماضية التحديات المتعلقة بالفقر، بالتوزيع العادل للثروات الوطنية، وعوائد التنمية، ووضعنا تأهيل الكفاءات المواطنة في رأس أولوياتنا، لتوطينهم في المناصب القيادية في القطاعين، ولم نغفل عن صناديق الدعم والرعاية الاجتماعية، ووفرت التشريعات حماية لأجور للمواطنين والمقيمين، واتسعت مظلة التأمينات الصحية، لتشمل سكان الإمارات كافة.
توازياً مع ذلك، انتهجنا سياسة حرية الأسواق وتشجيع الاستثمار، بما أتاح لملايين الأشخاص من عشرات الجنسيات من مختلف دول العالم، مشاركتنا مكاسب الازدهار الاقتصادي في بلادنا، وكل ذلك ونحن مواظبون في التركيز على التعليم، وتحديثه باستمرار، ليواكب الثورة التكنولوجية واقتصاد المعرفة، واستحقاقات المستقبل.
لدينا خبرة، وتجربة في تجاوز أسباب الفقر، وابتكار الفرص، والاستثمار في المستقبل، بما يجعلنا شريكاً فاعلاً للمجتمع الدولي في الحدث المنتظر، في 26 سبتمبر، حيث تنضم الإمارات إلى أكبر تظاهرة دولية للقضاء على الفقر، وتستضيف دبي، مع مدن عالمية أخرى، حفلاً من برنامج «غلوبال غول لايف»، بمشاركة فنانين ونجوم غناء عالميين، في مسعى يلفت أنظار الدول وصناع القرار وقادة المال والأعمال إلى أهمية انطلاق تنمية مستدامة، تؤدي إلى القضاء على الفقر في العالم بحلول 2030.
التظاهرة تحت شعار «الحلم القابل للتحقيق»، وأن نكون جزءاً رئيسياً فيها، فذلك تقدير لنموذج الإمارات في إصابة أهداف التنمية، وجعل الإنسان محورها وغايتها، مثلما هو احترام لعقود متواصلة من العمل الإماراتي الخيري والإنساني، خارج الدولة، لتحسين نوعية الحياة والتعليم والصحة في المجتمعات الفقيرة في مختلف قارات العالم، وكذلك في إيواء اللاجئين من الحروب والاضطرابات، وتمنعنا التقاليد العربية من تفصيل المشروعات والدول المستفيدة، ويكفي ما يفعله الهلال الأحمر الإماراتي، وحده، من خير صامت، وما يزرعه من أمل لدى محرومين في هذا العالم.
نشارك في الحدث العالمي، لمواجهة معضلة إنسانية، كانت، ولا تزال أبرز أسباب اليأس والإحباط في المجتمعات، ودافعاً من دوافع التطرف والصراع، وهو فعلاً «حلم قابل للتحقيق»، ونحن نؤمن أيضاً بأنّ «لا شيء مستحيل»، ولدينا عشرات الشواهد التي رافقت بناء «بيتنا المتوحد» عن «مستحيلات» قهرناها، إلى أن أصبحنا دولة مسجلة في قائمة الدولة الفضائية، وذاهبون إلى المريخ، بعد شهور، على أن نصله العام المقبل، بإذن الله، وإلى «مستحيل» آخر.