ماذا يعني وجود صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مباراة المنتخب أمس الأول مع قيرغيزستان؟.. الزعماء في العالم.. القادة والرؤساء، وربما الوزراء يختار لهم مستشاروهم في مثل هذه الأحداث «مباريات بالمقاس» لا لبس فيها، وربما لا يوجد فيها احتمالات كبيرة لخسارة الفريق، لا سيما إذا كانت المباراة على أرضه، لكن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ليس من هذا الصنف من القادة.. هو إنسان في المقام الأول.. قرر في لحظة اقتنصها من مشاغله الكثيرة أن يذهب ليكون خلف المنتخب، وذهب بمنتهى البساطة وتوسط الجماهير، كالشمس، لكنه أشرق ليلاً، واحتفل بفوز المنتخب، وعاد باسم المحيا، وعدنا وبتنا ونمنا نحتضن أملاً يتجدد كل لحظة، بوطن لا مثيل له، وقادة لا يتكررون.
منذ أيام، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن تدشين منظومة التسليح المتكاملة بعد تطوير «بلاك هوك» الهجومية، وقبلها استقبل وفداً من المشاركين في مؤتمر اتحاد الأدباء والكتاب العرب، كما استقبل فريقي عمل مبادرة عام زايد ومشروع صرح زايد المؤسس، وزار أقدم مسجد مكتشف بالإمارات، وكل يوم يحل عليه زعماء وقادة ومسؤولو العالم، ناهيك عن المسؤوليات العظيمة والهائلة التي يتفقدها سموه كل يوم.. هل ترى في كل ذلك متسعاً لحضور مباراة؟.. هل بإمكانك أنت أن تتذكر وسط كل هذا أن هناك مباراة، وأنها فاصلة وأنك إما أن تصعد لدور الثمانية أو تودع، لكنه منا.. يعيش ما نعيش ويسعد بما يسعدنا ويرتقب ما نرتقب.. حضوره كان تأكيداً يتجدد على أن هذا الوطن ليس فقط أرضاً وحدوداً، لكنه «حراس» يزرعون الأمل ويحصدون الخير والوفاء.
فزنا على قيرغيزستان، لكن فوزنا الأكبر كان حضور سموه، وأن يسعد.. كم نتوق إلى أن نهديه كل يوم ألف ابتسامة.. كم أتمنى أن ننثر في طريقه كل يوم ألف زهرة.. لن نكافئ -وإن فعلنا- عطاءه ومحبته لشعبه وتفانيه من أجل نهضتنا وعزنا، لكني واثق أن سعادتنا هي ما تكفي سموه.. أن نفرح، فتلك غاية كل شيء ومنتهى كل شيء.
الأمم آلاف من التفاصيل والصور الحياتية، ونحن محظوظون في الإمارات أن قادتنا وإن أخذت السياسة الكثير من وقتهم، إلا أنهم حاضرون بيننا في كل شيء.. في البيت وفي المدرسة وفي الشارع وفي المشفى.. ليسوا حاضرين في صورة معلقة على جدار، ولا في مرسوم أو قرار.. لكنهم حاضرون قلباً وروحاً.. حاضرون قمراً في الليل وشمساً في النهار.
** كلمة أخيرة
بو خالد «وطن».. وجودك بيننا انتصار يا هدية الأقدار