ليس تشاؤماً ولكن الحذر واجب، ومع اقتراب فصل الصيف، وإشتداد الحر تزيد حالات إندلاع الحرائق في مختلف المناطق، وخاصة في البنايات القديمة، والمستودعات الكبيرة، وتنتشر الأخبار في الصحف المختلفة عن حريق هنا وهناك، بسبب أحمال الكهرباء الزائدة على بعض المولدات، وغيرها من المسببات التي تجعلنا نتساءل متى سيكون التكرار يتعلم منه الشطار ؟ تكرار هذه الحوادث لا عذر لها وتزامنها ودخولها مع فصل الصيف ليس له مبرر إلا أننا لم نتعلم من السنوات السابقة، بالرغم من وجود التحذيرات المستمرة إلا أن البعض لا يبالي ويحمّل مولدات بنايته أو محله أو حتى شقته ما لا تستطيع، أعتقد أننا بحاجة ماسة لإقامة حملات للكشف عن المخالفات التي تؤدي إلى الحرائق في مختلف المناطق، حتى نضع حداً لتلك الحرائق. البلدية وضعت كودات الحرائق ولكن كان ذلك للبناء الجديد فقط، الذي يضمن المواصفات اللازمة والشروط الواجبة التي تمنع نشوب الحريق في المباني، وتوجد معايير التخطيط التي تسّهل خروج السكان من المبنى في حالات الحريق، والمواد اللازمة والأدوات التي ينبغي أن تتوافر في المبنى كطفايات الحريق وغيرها. إلا أن المباني القديمة، والتي عفى عليها الزمن، فالحالة يرثى لها، ولابد من دراسة وضعها من خلال فرض التعديلات اللازمة عليها بما يضمن عدم السماح لإندلاع الحرائق، والتأكد من سلامة موصلاتها الكهربائية، حتى نتأكد من سلامتها. ينبغي توعية الملاك والسكان بمخاطر إضافة حمولات على الكابلات دون الرجوع للجهات المختصة، واستخدام العدادات التجارية، التي تكون عرضة لنشوب مشاكل الحرائق، وتشريع القوانين التي تنظم المسألة، وتعاقب المخالفين الذي يتسببوا بأذى الغير من جراء استهتارهم. كما أن بعض العمال العاملين في هذه المجالات ينبغي التشديد عليهم، ولعل مثال أحد العمال خير دليل على لا مبالاتهم فيما يقومون به من صيانة أو ينفذوا من مهام تطلب منهم من قبل الملاك، فقد تعطل أحد أجهزة تكييف عند أحد الأصدقاء، واستعان بأحد العمال لتصيلح المكيف، وحينما كشف عليه، وجد أن موزع الكهرباء الذي يوجد على السطح، تعطل بسبب مرور فترة من الزمن عليه، مما دفع ذلك العامل بفصله وتركيب الأسلاك بشكل مباشر في جهاز التشغيل، دون أن يقوم بإصلاح ذلك الموزع أو استبداله، مع علمه أن دور هذا الجهاز يقوم بفصل التيار الكهربائي مباشرة عن المكيف في حال وجود «شوط» أو عطل في الجهاز، بمعنى أنه صمم ليكون صمام الأمان من حدوث إنفجار أو حريق في ذلك الجهاز. كم هم العمال الذين تصرفوا واصلحوا بما قام به زميلهم في المثال السابق، هنا لابد أن نضع حدا لهم وإلزامهم بمعايير تتناسب مع مجتمعنا وعدم تركهم يسرحون ويمرحون دون حسيب أو رقيب. halkaabi@alittihad.ae