الهوية الوطنية
الهوية الوطنية بهجة الناس وفرحتهم ومشاعر وإحساس الذين يغسلون أقدامهم بتراب الوطن ويخضبون الأيادي بلون الماء والسماء ويضمخون السواعد برائحة النخلة الواقفة عند شغاف القلب·
مررنا في عصف ونسف ولكن الأرواح واقفة نازفة عازمة تتشرف حباً ووجداً قديماً قدم الجبال الشم وصمود الصحارى المبتهلة المهللة باسمك يا وطن كل الزمن لا تأسن ولا ترهن المشاعر ولا تكسر الساريات رغم المنون·
الهوية الوطنية عشب ينمو ولا يخبو ودرب تتسع خطواته باتجاه المستقبل للقادم من الأجيال والمقبل من الأيام·· هوية تتحدى وتتصدى وتتعدى حدود الدوائر الضيقة والمحيطات المضمحلة والمضائق المكدودة والمسدودة، المحدودة، المجلودة بعواهن وسواكن·· الهوية الوطنية شجرة وارفة غارفة من تراب الأرض ومن دماء المحبين العاشقين المدنفين القابضين على جمرة التناسق والتلاحق نحو مسيرة مظفرة عامرة ساهرة على الإنجاز مجاهرة بالإعجاز ولا منازع للأيدي التي لا تكيل إلا بميزان الحقيقة ولا تنفتح إلا عن راحات بيضاء ناصعة ساطعة لامعة متألقة بنجوم الأصابع وبصمات الأقمار·· الهوية الوطنية اليوم وأمس وغداً باتت هديلاً على شجر ظليل والطيور أفئدة منحت الدماء للماء وأعطت للهواء أنفاساً من عبق وعبير·· الهوية الوطنية في عيدها السابع والثلاثين ترفل بسندس واستبرق حياة شعب تمنى وأفنى العمر من أجل وطن شامخ جموحه جموح الخيل وطموحه طموح النوق متسابق دوماً في الصف الأول محلق في المقام الأعلى والأغلى·
الهوية الوطنية مساحة تتسع وترتفع وتشرع وتتفرع عن غصون وفنون وشجون وشؤون والتضاريس تزهر وتبهر وتزخر وتدحر النائبات الخائبات تحت سنابك لا تقبل إلا بالفوز والتميز والتحيز إلى النجاح، الهوية الوطنية وعاء وطن ووتر وشجن وبهجة الناس الطيبين السابقين واللاحقين، أعلامهم جفون ما أغمضت وسارياتهم أعناق ما انخفضت، وألوان طيفهم، هذه الصحراء الواسعة الشاسعة البديعة الرفيعة، الأنيقة المتألقة، بعرق الذين كدوا وكدحوا وحدبوا وربوا، وأسهبوا في العطاء والسخاء، حتى أزهرت الأرض وأينعت وأمتعت وأبدعت صارت حقلاً كونياً ومحفلاً إنسانياً·
الهوية الوطنية مكانة ومتانة وأمانة ورهان زمان العاشقين اللاهجين باسم الوطن واناسه وأرضه وسمائه وبحاره وجباله وهضابه وشعابه·· الهوية الوطنية ذائقة الشغاف والشفاه، واللسان اليعربي عند حد الألف والياء وما بينهما حروف تبتهل في الصباح والمساء لأجل رقيه ونهضته وسروره ونجاحه وكسب السبق في البدء والنهاية·· الهوية الوطنية رائحة ثوب امرأة علقت فحمل عشقها عند ربوة أو سفح أو شاطئ أو بطحاء فألهمها الله ميلاد وطن تآلفت حوله القلوب وتجمعت لأجله الدروب وانهزمت الخطوب واندحرت كأداء، أرزاء·
الهوية الوطنية فعل لا يقبل التزوير أو التدوير أو التحوير أو التبذير·· الهوية وطن ولا سواه