دخلنا في الجد.. دور الكبار ودور المنتخبات الحقيقية، ودور المرشحين لنيل اللقب ولعب دور المؤثرين في الوصول إلى القمة! المنتخب الإنجليزي هرب من المجموعة الأقوى، والتي تضم غالبية المرشحين.. البرتغال وأوروجواي، فرنسا والأرجنتين.. والبرازيل التي ستواجه عقدتها التاريخية المنتخب المكسيكي، وبلجيكا التي ستكون على موعد مع اليابان.. هل لكم أن تتخيلوا كل هذه المنتخبات ستواجه بعضها حتى الوصول إلى النهائي، فقد تلعب البرتغال مع الأرجنتين في دور الثمانية، وقد تخرج فرنسا من دور الـ 16، وهي التي كانت مرشحة للعب دور أكبر وكلها أحداث واقعية قد نراها في الأيام المقبلة! في المقابل، فإن كرواتيا وإنجلترا وإسبانيا في الجهة الأخرى.. معهم كولومبيا وسويسرا والدنمارك وروسيا والسويد، ولكم أن تتخيلوا الفرق بين هنا وهناك! واقعياً، فان إسبانيا وكرواتيا سيتقابلان في دور الثمانية، وستكون إنجلترا تنتظرهم في الدور قبل النهائي! وفي المقابل، ستفتقد البطولة ألمانيا، ليس لكونها حامل اللقب فقط، بل لأن كل من تابع المونديال لم يتعود على غياب الألمان بهذه السرعة! فرنسا لم تظهر حتى الآن.. والبرتغال لم تقنع، وإسبانيا تشعر بأن هناك خللاً ما تعيشه، إما بسبب تغيير المدرب، أو أمور أخرى لم نفهمها بعد! بلجيكا وكرواتيا كانا الأكثر إقناعاً، الأسماء والمستوى والنتائج كلها تؤكد أنهما بحالة فنية جيدة! المنتخب الأرجنتيني لا أعتقد أنه سيصمد كثيراً.. والبرازيل يبدو أنه كان يحتاج لمزيد من الوقت كي يكسب ثقته بنفسه! الإنجليز يعيشون حالة تفاؤل لم يسبق أن عاشوها منذ أكثر من عشر سنوات.. أسماء شابة، وطريقة لعب ثابتة ولاعبون يملكون مهارة إدارة مراكزهم بكل إتقان، فهل سيكون «الأسود الثلاثة» أكثر واقعية في هذه النسخة! أراها النسخة الأكثر سخونة، ربما تعيدنا لمونديال إيطاليا 1990، والتي أعادت أغلب الكبار في دور الثمانية، وشاهدنا بعدها قمتين في دور نصف النهائي جمع الطليان والأرجنتين.. بالإضافة إلى إنجلترا وألمانيا. توقع ما تريد، وشجع من تحب، وتعاطف مع من ترغب، ولكن لا تجعل ميولك تبعدك عن الاستمتاع بأجمل مباريات البطولة، والتي ستكون قمماً متكررة في مباراة وكل دور! كلمة أخيرة عادت منتخباتكم العربية.. اتركوا الهم والغم وشجعوا من يمتعون ناظريكم!