المعروف عن بطولات الخليج أن إثارتها خارج الملاعب، توازي أو تتفوق على ما يحدث في الملاعب، ويبدو أن بطولة هذه السنة ليست استثناءً، فهناك العشرات من البرامج والنشرات والصفحات والملاحق والمواقع التي تغطي البطولة، وسمعت أن العدد يقارب الثلاثة آلاف صحفي، أو من يدور في فلك الصحافة، وهؤلاء يستحقون برأيي بطولة خاصة بهم، تكون بطولة موازية ومنتظمة، وليست مبادرات فردية أو مؤسساتية أو آنية، بل تكون نابعة من صميم بطولات الخليج، كون الصحافة والإعلام شريكاً أساسياً في نجاحها وإشهارها، وظهورها بالشكل الأحلى والأكمل والأجمل، وبالتالي يكون هناك لجنة من اتحاد الإعلام الخليجي، أو اللجنة الإعلامية المسؤولة عن كل بطولة، تضع فئات يتم التنافس عليها، مثل أفضل تغطية وأفضل صورة، وأفضل مقال، وأفضل كاريكاتير، وأي فئة تراها اللجنة مفيدة، ويتم تكريم الفائزين في يوم تتويج بطل الدورة. كم أتمنى أن يتم تبني مبادرتنا «لا للتعصب» ضمن بطولات الخليج، لأن التعصب الرياضي زاد عن حدة، ويجب علينا جميعاً التصدي لهذه الظاهرة، وغيرها من الظواهر السلبية التي يمكن أن تصيب شبابنا، فكرة القدم ليست مجرد رياضة ولعبة، بل لها أبعاد إنسانية، ولنجومها واجبات اجتماعية ووطنية، وهنا أنا لا أحمّل الأمور أكثر مما تحتمل، بل أطالب بأن يكون لدورات الخليج بعدها المجتمعي، بعدما كان لها بعدها الرياضي والفني والإنشائي، وأسهمت في تطوير الإعلام الرياضي، وهذا أمر لا ينكره إلا جاحد أو جاهل. لنحاول أن نلون كؤوس الخليج بمبادرات إنسانية، مثل تكريم النجوم القدامى والهدافين التاريخيين، وحتى الإعلاميين الذين تركوا بصماتهم عليها، على أن تكون هذه التكريمات والمبادرات واللفتات جزءاً أصيلاً من كينونة وسيرورة الدورة، وليست أموراً مزاجية أو آنية.