من أصعب التحديات التي تواجه الصحفي هي الحصول على المعلومة الدقيقة من مصادرها، بسبب صعوبة التواصل مع الكثير من المسؤولين والمؤسسات، وتجنبهم الرد على استفسارات الإعلام وتساؤلاته، فالكثير من المسؤولين يرفعون الشعار القائل: إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب ويتخذونه أسلوبا في التعامل مع الآخرين !! وبالطبع هذا الشعار لا يتماشى مع التطور الرهيب الذي أحدثته وسائل التكنولوجيا في قنوات التواصل وسرعة نقل المعلومة، ولا يتماشى مع توجهات الحكومة وحرصها على التعامل بشفافية مع الرأي العام من خلال وسائل الإعلام، ولكن الحقيقة انه رغم التطور التقني وتوجهات الحكومة، إلا أن درجة التواصل مع معظم الوزارات والدوائر زادت صعوبة في الفترة الأخيرة مع ظهور أقسام «الاتصال الحكومي»، هذه الجهات بدلاً من أن توفر قنوات تواصل بين الإعلام والمسؤولين وتساهم في سرعة نقل المعلومة كما هو مأمولا منها، أصبحت جهات معوقة ومعرقلة، ولا ندري ماهو السبب في ذلك، هل هو ضعف هذه الجهات وعدم قدرتها على توفير المعلومة، أم بسبب تجاهل المسؤولين الرد على الأسئلة التي ينقلها الاتصال الحكومي بالنيابة عن الإعلام. المهم ومن واقع التجربة فإن بعض جهات الاتصال الحكومي كانت لاترد مطلقا على الاستفسارات، وبعضها كان يحتاج إلى وقت طويل للغاية للرد، قد يستغرق أسابيع لمعلومات بسيطة لا تحتاج إلا لساعات قليلة، وبعضها كان يقدم ردودا مختصرة للغاية تحتاج إلى طرح أسئلة جديدة لتوضيحها بدلا من تقديمها للإجابات، والخلاصة أن الاتصال الحكومي في معظم الأحيان لم يكن مفيدا للإعلام. على هذا الأساس مبادرة الحكومة، بتطبيق نظام «الإحاطات الإعلامية»، والتي تقوم على تنظيم لقاءات دورية تجمع بين الإعلام وبين المسؤولين، تستحق الإشادة لأنها كفيلة بعلاج سلبية استمرت لوقت طويل في العلاقة بين الكثير من الوزرات والدوائر وبين الإعلام . نظام «الإحاطة» كما تسميه الحكومة أو «المؤتمرات الصحفية» كما يسمى في الصحافة، أجمل ما فيه انه يوفر بيئة تواصل مباشر من دون حلقات في الوسط، ونأمل أن يساهم في ردم هوة التواصل ويخلق حلقة حقيقية من الشفافية تسمح بالرد على مختلف التساؤلات وتساعد على سرعة نقل المعلومات توفيرها، وهذا بيت القصيد في الموضوع . في النهاية، من مصلحة المسؤولين أن تصل معلوماتهم بشكل صحيح ومباشر لا لبس فيه ولا اخطاء، لأن عدم رد المسؤولين على الاستفسارات كان يسمح بتداول معلومات مغلوطة ويسمح بانتشار الإشاعات والأخبار الكاذبة. ومن مصلحة الإعلام أن يتداول معلومات موثقة، لأن هدفه من المعلومة التي يحصل عليها نقلها للرأي العام ليكون على إطلاع حول ما يدور حوله ويمس مصيره . سيف الشامسي | salshamsi@admedi.ae