عندما أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، عن تسمية عام 2018 بـ «عام زايد»، احتفاءً بالذكرى المئوية لميلاد المغفور له الشيخ زايد «طيب الله ثراه»، الباني المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، انتابني شعورٌ أنعش الذاكرة وحفز الوجدان. وأصبح كل مصباحٍ يضاء في بيوتٍ وهبها الشيخ زايد للمواطنين، وتلك التي انتقلوا إليها عندما أدركتنا النهضة الشاملة، تفكر لتنير دروب تؤدي إلى رد الجميل وفعل الخير والإبداع في سرد قصة الوطن. وهذه فرصة لا تتكرر في جمع عناصر تلك القصة، فجزء لا يستهان به يعيش في ذاكرة كبار السن مِن مَن عاشوا في حقبة الغوص والرعي إلى أن نقلهم الشيخ زايد من تلك الظروف القاحلة إلى حياة الاستقرار والأمن والأمان، فذاقوا لذة العيش ونعمة الصحة والعافية وفوائد التعليم والسفر، والآن السفر لا قيود أو حدود، وكلها أمور قد يعتبرها بعض أبناء الجيل الجديد من البديهيات، ولكننا ما كنا لننعم بها لولا فضل الله ثم الشيخ زايد «طيب الله ثراه». في عام زايد اجتهد القاصي والداني في التوثيق والنبش في الكتب والمراجع والمقولات واليوميات والحوادث اليومية والمنسوبة للتاريخ، لوضع مآثره وإنجازاته بين أيدي القراء والباحثين، فكنت منهم، إذ ما إن يخطر في بالي أمر ٌ ما إلا وجدت أن الشيخ زايد قد نال منه وقال فيه وتمرس به، فهناك العِمَارة والبيئة، والبنية التحتية، والتشريع، والاحتكام وتخطيط المدن، والرياضات بأنواعها من لعبة البليارد والبولينغ إلى الصيد بأنواعه والزراعة والتراث والشعر والموسيقى والاتيكيت وغير ذلك كثير. أقترح أن تُشكل لجنة تُعنى بمخرجات عام زايد تُصنف فيها المطبوعات والمبادرات والإسهامات المختلفة ليستخلص منها منهجٌ يدرس علوم القيادة وسياستها. وهذا أمرٌ مهم ٌ للغاية فالإمارات تطرح نموذجاً ينفرد عن سواه في طرح القيم الإنسانية والسعي لاستدامتها. وهو نموذج يجب ترسيخه كمرادفٍ للهوية الإماراتية الأصيلة التي تنبع من ولاء وانتماء وحس وطني بالمسؤولية وصون كرامة الإنسان. للعارفين أقول، نحن أسعد شعب ونفتخر بإنجازات قادتنا وتضحيات آبائنا وأبنائنا. وفي عام زايد أقول وأذكر نفسي دائماً بأن «وطناً بناه زايد وزرع ثماره فينا... نرويه بدمائنا طالما في الجسد روح».