نعيش أفراح وبهجة المناسبة السعيدة، عيد الأضحى المبارك، وتتواصل الفرحة وتتجلى في أبهى مشاهدها من خلال التواصل الأسري والعائلي وتبادل التهاني والحرص على الزيارات الأسرية والاجتماعية مهما بعدت المسافات بين المدن والضواحي، وكذلك بزيارة الأماكن العامة التي تحظى بإقبال الناس عليها وفي مقدمتها المراكز التجارية والمناطق الترفيهية المغطاة التي كان لها نصيب الأسد من زيارات الأسر بسبب الظروف المناخية.
مظاهر وصور من الفرح والبهجة بالعيد لا يفسدها سوى البعض مما لا يلقي بالاً للآخرين ومشاعرهم وهو يعطي لنفسه الحق بأن تكون له الأولوية في كل شيء حتى في أولوية الوصول والطريق. وهو ما نشاهده من تصرفات مجانين السرعة ومحترفي إدخال الرعب من هواة القيادة الخطرة.
وفي مثل هذه الأيام والمناسبات، نرفع كل التقدير والشكر والامتنان لرجال الشرطة والأمن والمرور وغيرهم من الذين يوجدون في كل الميادين من أجل أن نسعد جميعاً بأيام العيد، وهم يشرفون على انسيابية الحركة في مختلف المناطق التي تشهد كثافة مرورية جراء إقبال الجمهور عليها. ويتصدون في الوقت بكل حزم لأولئك المتهورين الذين يحترفون مخالفة الأنظمة واللوائح ممن لا يهنأ لهم بال أو حال إلا إذا قادوا مركباتهم بطيش وتهور في المناطق السكنية وقرب التجمعات، على الرغم من كل الدعوات والمناشدات التي تجدد التذكير بها السلطات المرورية مع اقتراب المناسبات المختلفة، وبالذات في الأعياد.
وهنا نحيي قرار النائب العام الاتحادي بإلزام سائقي الاستعراضات الخطرة في خورفكان مؤخراً بأداء الخدمة المجتمعية بتنظيف الطرق والحدائق العامة، إلى جانب ما سيقوله القانون بحقهم. وهي عقوبة تهدف في المقام الأول إلى «إحداث تغيير جذري في سلوكيات المتهمين بتقويمهم نفسياً وفكرياً، وفي الوقت ذاته يشكل إنفاذ تلك التدابير رادعاً لهم ولغيرهم من ارتكاب هذه الممارسات الخطرة الغريبة على شباب الإمارات»، بحسب ما جاء في بيان النائب العام.
جهود كبيرة وعظيمة تبذلها كل الجهات والدوائر والمؤسسات، تلتقي جميعها حول هدف واحد إسعادنا وتوفير كل الظروف للاستمتاع بهذه المناسبة وغيرها من المناسبات السعيدة. وهي جهود تحمل في طياتها هدفاً أسمى وأكبر يعكس حرص قيادتنا الرشيدة في الحفاظ على الإنسان، وهو أهم وأغلى عنصر ومورد في هذه المسيرة المباركة.
جهود تتطلب منا جميعاً الالتفاف حولها والتفاعل معها لأنها تصب في مصلحتنا، وهذا التفاعل أبسط صور الامتنان لهم منا.