أسباب عديدة كانت وراء الفرحة العارمة التي عمّت الإمارات فور إطلاق الحكم القطري صافرة النهاية لمباراة الأبيض الشاب مع شقيقه السعودي بتأهل المنتخب لنهائيات مونديال الشباب ''القاهرة ''2009 بعد أن بات ممثل العرب الوحيد في نصف نهائي البطولة الآسيوية· أول تلك الأسباب أن الأبيض الشاب واصل مشوار النجاح بكل الكفاءة والاقتدار ليكسب المباراة الرابعة على التوالي وهي حالة نادرة في مشاركة منتخباتنا في البطولات القارية والدولية· ثانيها: أن الأبيض الشاب كان الأكثر إقناعاً وإمتاعاً بين كل المنتخبات المشاركة في البطولة الآسيوية حتى الآن· ثالثها: أنه تفوّق على شقيقه السعودي على أرضه وبين جماهيره، لعباً ونتيجة، وبالمناسبة فإن هذا المنتخب سبق أن فاز على نفس المنتخب السعودي في بطولة التعاون للناشئين والتي كسبها منتخب الإمارات· رابعها: أن الإنجاز تحقق بقيادة فنية وطنية، وأثبت مهدي علي أن اتحاد الكرة كان على حق عندما منحه الثقة لقيادة الفريق في البطولة، وكان مهدي عند حسن الظن به، ويكفي أنه لم يخسر مباراة واحدة مع الفريق منذ لقاء السعودية في ختام الدورة الدولية وحتى مباراة السعودية في ربع نهائي البطولة الآسيوية· خامسها: أن الأبيض الشاب نجح في تجاوز كل العقبات التي واجهها، ومنها قرار اللجنة الآسيوية المشرفة على البطولة إقامة مباراة السعودية والإمارات بنفس ملعب الفريق السعودي في الدور الأول، برغم أنه جرت العادة أن تمنح تلك الميزة للفريق صاحب المركز الأول في مجموعته، وبرغم أن منتخب الإمارات ''أول'' المجموعة الأولى لعب مع المنتخب السعودي ثاني المجموعة الثانية، إلا أن نظام البطولة فرض على الأبيض ''الأول'' أن يغادر ملعبه في مدينة الخبر ويتحول للعب في ملعب الأخضر ''الثاني'' في الدمام، ومع ذلك لم يتوقف الأبيض الشاب عند ذلك، وأثبت أنه قادر على التفوق في كل الظروف ورغم كل المعوقات· سادسها: أن معظم لاعبي الفريق من أندية الدرجة الأولى، وهو ما يعني ضرورة اكتشاف مزيد من المواهب في تلك الأندية، فهي منجم حقيقي للموهوبين· سابعها: صعود منتخب الشباب لنهائيات مونديال القاهرة بعد أيام من صعود منتخب الناشئين لمونديال نيجيريا بمثابة ثنائية تحسب لاتحاد الكرة الحالي برئاسة محمد خلفان الرميثي، وكذلك الاتحاد السابق برئاسة السركال، تجسيداً لحقيقة أن الاتحاد الحالي يكمل منظومة النجاح التي حققها الاتحاد السابق· بعد المباراة بادرت بتهنئة الأخ محمد خلفان الرميثي، فما كان منه إلا أن قال: ''أفريقيا تنادينا''، فبعد مونديال نيجيريا للناشئين ها هو مونديال القاهرة للشباب·· وصدقني لو نجح الأبيض الكبير في الفوز على إيران فإنه يمكن أن يعيد ترتيب أوراق المجموعة مرة أخرى·· ومن يدري؟ فور تأهل منتخب الشباب لنهائيات المونديال لا أدري لماذا تذكرت الكابتن جمعة ربيع!