قضيتان محوريتان في تاريخ البشرية وليس لدى الإنسان العادي فقط: الخلود والبحث عن السعادة، وحول هاتين القضيتين تأسست أساطير وحكايات ومعارك وفلسفات، لقد بنى أفلاطون نظريته السياسية والأخلاقية على أساس الفضيلة التي أسس على قواعدها مدينته الفاضلة، بينما انتجت الحضارة السومرية في بلاد الرافدين أسطورة جلجاميش الذي قضى عمره باحثاً عن الخلود لكنه كما خلصت الأسطورة حين عثر على زهرة الخلود ونزل النهر كي يستحم جاء ثعبان تافه والتهم الزهرة والرحلة والفكرة من أساسها، هل يعني ذلك أنه لا خلود ربما، لكن هل ذلك يعني أنه لا سعادة أيضاً؟ علماء هارفارد وضعوا 600 شخص تحت الملاحظة العلمية الدقيقة لمدة 60 عاماً ليتعرفوا على مسببات السعادة وإطالة العمر إن كان بالإمكان إطالة العمر دون أن يعني ذلك أي مساس بالقدر المقدور من لدن رب العالمين!! ذلك أن هناك أسباباً تجعل الحياة أكثر شقاء وتشاؤماً، وهي أسباب تنغص الحياة وتجعل العمر أقصر لأنها تقود الإنسان إلى نهايته سريعاً، هذه المنغصات يصنعها الإنسان بنفسه ثم يدعي كذباً أنها القدر والقدر بريء منها· ماالذي يمكن أن يضيف إلى أعمارنا سنوات أخرى تجعلنا أكثر سعادة؟ علماء هارفارد توصلوا من خلال التجربة والمشاهدة أن تحرر الإنسان من عبودية الديون وضغوطاتها وهمومها يحفظان له سنوات إضافية بإمكانه أن يهدرها بسهولة مهموماً مغموماً جرّاء وطأة الديون!! كما أن تناول الشيكولاتة السوداء تنعش القلب وتمنحه عمراً أطول، بينما تردد الإنسان على أماكن العبادة يحرره من الضغوطات الحياتية ويمنحه شعوراً بالرضا والطمأنينة بينما التواصل مع الأصحاب له نفس التأثير المخفف للضغط والطارد للاكتئاب والقلق والحزن!! أما العلم فليس لنهضة الأمم ورقي الصناعة فقط، إن النساء المتعلمات يحظين بفرصة حقيقية للمعرفة ومقاومة الأمراض الخطيرة والوقاية منها وبالتالي التمتع بحياة صحية وعمر أطول، كما أن لممارسة الرياضة والنشاط وعدم التدخين تأثيرا مماثلا على خط العمر حسب هارفارد!! أن تكون متفائلاً بحسب الدراسة يعني أن توفر لنفسك ما بين 5 إلى 7 سنوات، فقد تبين أن المتفائلين أقل عرضة لخطر الوفاة المبكرة بنسبة 55 بالمائة من غيرهم· وقد تستغربون كثيراً إذا ما علمتم أن لتناول اللحم بكثرة تأثيرا سلبيا ليس لأنه يسبب مرض النقرس كما يقول الأطباء، لكن لأن تناوله يشبع الجسم بالدهون الضارة التي تقود حتماً لزيادة الوزن وبالتالي تراكم الكثير من الأمراض وعليه ينصح علماء هارفارد بعدم الإكثار من تناول اللحم، فالحمية النباتية أو حتى التقليل من اللحوم في الوجبات الغذائية قد يطول العمر· سأقول لكم سراً: جدتي أطال الله في عمرها تجاوزت التسعين ربما، وهي تتمتع بصحة جيدة مقارنة بعمرها المديد، تعرضت للكثير من المتاعب الصحية كأي إنسان عادي لكنها لازالت تتمتع بذاكرة جيدة وقدرة على الحياة بتفاعل غير متوقع·· السر أن جدتي لم تتناول اللحم طيلة حياتها ولا تعرف مذاقه أبداً، لطالما سألتها لماذا؟ لكن هي نفسها لا تدري ما الذي جعلها لا تأكله منذ طفولتها حتى اليوم·· اللهم امنحها بركة العمر·· اللهم آمين·· ayya-222@hotmail.com