العبث في المرافق العامة، جريمة يعاقب عليها القانون، في كل بلاد الدنيا·
فقطف وردة في حديقة عامة، أو، تحطيم مصباح في شارع عام، أو تشويه واجهات المباني العامة، بالشخابيط أو رمي بقايا الأكل على الأرصفة، كل هذه التصرفات، تدل على عدوانية الأشخاص تجاه البلد الذي وفر لهم، كل أسباب الراحة، والرفاهية، وتعبر عن سلوكيات منحرفة، وثقافة، لا مبالية، مستهترة، بانجازات الوطن، هــــؤلاء الأشخـــــاص، لم يتعلموا شيئاً من دينهــــــم الذي دعا إلى حب الوطن، وحماية مقـــــدراته، والحفــاظ على منجزاته·
ثقافة هؤلاء، تقوم على الأنانية وحب الذات، وكراهية الآخر·· لذلك، فإن مثل هؤلاء الأشخاص يحتاجون إلى إعادة تربية، وصياغة جديدة لثقافتهم الهدامة، وتقويم سلوكياتهم المنحرفة، باتجاه، البناء، والنظر إلى العالم من حولهم، نظرة حب وعشق لكل ما هو منجز·· وجهات كثيرة يجب أن تلعب دوراً في هذا التقويم السلوكي، بدءاً من الأسرة، ثم المدرسة ثم وسائل الإعلام، وانتهاء، بأساليب العقاب الصارمة، والحازمة، التي يجب أن تتخذ ضدهم ·· فالمراقبة الأمنية لا تكفي إذا لم تسبقها أساليب الوقاية، من الوقوع، في مثل هذه، الأخطاء الشنيعة، والمؤذية للذوق العام··
فرجل الشرطة لا يستطيع أن يقوم بدوره إذا لم تتوفر له الأساليب المساعدة، لردع، من يفكر في العبث في المرافق العامة ·· ولا يستطيع رجل الشرطة أن يدخل في نفوس الناس جميعاً، ليعرف متى يفكر هؤلاء في رمي مخلفات طعامهم، بعد الانتهاء من وجبة ما·
فالمجتمع بكل فئاته، مسؤول مسؤولية كاملة عن مثل هذه التصرفات، فالمسألة مسألة ثقافة، ومسألة تربية، وسلوك انساني قائم على التنشئة ·· وإذا لم يتكاتف الجميع، لصد مثل هذه التصرفات فعلينا العوض·