الحملة التي تقوم بها بلدية ابوظبي حاليا لوقف تشويه جدران المدارس والمباني في المدينة بحاجة الى تعاون أولياء الأمور فهم المسؤولون عن متابعة ما يقوم به ابناؤهم من تصرفات·
فالذين يوفرون الأموال لأبنائهم ولا يدرون كيفية انفاقهم لها هم مسؤولون، والذي يغض الطرف ويصم الأذن عن العبارات البذيئة التي يتفوه بها الصغار امامه هو مسؤول، والذي يتحمل المسؤولية الاكبر ذلك الذي لا يكلف نفسه حتى عناء التدقيق في محتويات حقيبة ابنه، فالبعض من الطائشين الصغار تترع حقيبته المدرسية بغرائب الامور، ومنها علب
'الاسبراى' التي ينطلق بها مع اقران 'الفريج' او المدرسة للقيام بجولة على جدران بعض مدارس البنات او بيوت الحي لتسجيل عبارات تخدش الحياء العام، واخرى توصم انصار النادي المنافس بأبشع الأوصاف· ذات مرة وجدت مربيا فاضلا يزيل عبارات بذيئة جدا من سور مدرسته، وقد اشترى هو الاخر 'سبراي' ابيض اللون لمحوها· ومن يقترب من المدارس ومن يدور داخل وخارج اسوارها سيجد العجب مما تقوم به فرق 'تشويه الجدران' في مدارسنا واحيائنا السكنية· من زار اوروبا يشاهد بالقرب من محطات القطارات شباب 'هائمون' هوايتهم رسم لوحات 'جمالية' على الجدران القريبة من المحطات، ويتنافسون على ذلك، ومع ذلك السلطات تطاردهم لأن الامر فيه 'تشويه'· بينما عندنا يتنافس هؤلاء في كتابة بذيء الكلام، ورسم قبيح الصور، وتجد بعض الآباء يغضب لاستدعائه حول هذا الامر، ويغضب كثيرا اذا ما عوقب ابنه بعد ضبطه متلبسا وهو يشوه جدران سور مدرسته· والمسألة في المقام الاول والاخير بحاجة الى تعاون الجميع لإنجاح حملة البلدية لإبقاء مدينتنا مثالا للنظافة والجمال·