تذهب إلى المنطقة الغربية لأجل الاستطلاع والاستمتاع، وفي ذهنك تدور مفاصل الفكرة حول هذه المنطقة بفضول صحفي مشاغب، وعشق أبدي مداعب، وفي الطريق من أبوظبي العاصمة النبيلة، مروراً بمدينة زايد الجميلة 160 كم، والمرفأ 160 كلم، وليوا 220 كم، وغياثي 220 كم، والسلع 350 كم، وجزيرة دلما 359 كم، تطوقك الخضرة بقلادة من فرح، تزخر بذاكرة ملونة باسم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، فترفع يديك ضارعاً لاهجاً بالمغفرة وجنان الخلد لمن رصع الرمل المترامي بعشب وحب وفروع اليانع اليافع، والسامق الباسق من نبتة الحياة وبذور الأمل.
وفي المدينة الزاهية بقلوب المحبين تلتقي الشباب، تداعوا كالبنيان المرصوص يحلقون بأجنحة الفراش بكناديرهم البيضاء، وقلوبهم الناصعة، واضعين على عاتقهم مسؤولية النهوض بالمكان والالتزام الأخلاقي بما أنيطت بهم من مهام وظيفية ووطنية، وبشفافية الأنقياء الأتقياء، يملأون وعاء الذاكرة بأخبار وليدة أفعال، محدقين في المكان بأبصار وبصائر، بكل ما تمليه عليهم الضمائر من صون الأمانة وتحقيق أماني أهلهم دون كلل أو ملل، يقابلونك بفرح الذين تفرحهم الإنجازات وتغبطهم النجاحات، وكيف لا وهم يرون أنفسهم أمام تحدٍ لابد وأن يحققوا فيه ذواتهم، ولابد وأن يكون بياض الوجه شيمة الأوفياء وسمة النجباء، أبناء وأحفاد الرجال الذين صبروا وصابروا وكابدوا من المشاق، معتبرين أن حبة الرمل على أرض الوطن تساوي قطرة الدم.
شباب مقبلون على الحياة بابتسامة المحبين ووسامة المكافحين، وقامة المتفانين، واستقامة المخلصين الصادقين الجادين المجتهدين، المتكاتفين لأجل رفعة وطن، أعطى عطاء جزيلاً، وسخر كافة الإمكانات، ووفر جل الأدوات لأجل نجاح المواطن وفلاح الوطن، وصلاح النفس والبدن.
شباب في كل مفاصل العمل، ذاهبون بعيداً بعيداً في العطاء والسخاء والانتماء، والوصول بالسفينة المباركة إلى مراسي المجد التليد والمستقبل المجيد، وصناعة الفرح في قلوب الناس أجمعين، لأنهم على يقين أن العمل الصالح كشجرة طيبة، جذرها في الأرض وفرعها في السماء، وأنه لا شيء يخلد إلا عمل يسعد الناس ويوفر لهم أسباب الحياة الهانئة والعيش الرغيد.
شباب يضربون مثلاً وأنموذجاً في إنكار الذات والتحلي بأخلاق النبلاء، وقيم أهل هذه الأرض التي أنجبت المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهم على نهجه سائرون، ومن قيمه السامية يستمدون.. شباب يؤكدون أنهم على مستوى المسؤولية وأكثر.


marafea@emi.ae