قبائل من مفاصل هذا الوطن، ومن فواصله الجغرافية المعطوفة على التلاحم والتلازم والتناغم، تأتي من كل فج عميق من هذا التراب العريق، يؤدون الولاء لأهل الوفاء، مؤكدين الانتماء إلى وطن واحد وقيادة واحدة مستنيرين من هدي ثقافة اجتماعية امتدت جذورها منذ فجر التاريخ.
أبناء الوطن يأتون جماعات وفرادى مولين وجوههم وقلوبهم تجاه السامق المتألق في ثغور الوطن، هذا الإرث التاريخي الذي علم الجميع كيف يحبون ومن يحبون ومتى يحبون، ولماذا تغرورق عيونهم بدمع الفرح عندما يحقق الوطن إنجازاً، وعندما يتفوق الوطن بامتياز في نيل المعالي وتثبيت الأمنيات.. قبائل قالت كلمتها صريحة واضحة لا تحتاج إلى رتوش ولن تشوهها خدوش، لأنها كلمة الحقيقة للذين حكموا بحق فعدلوا، فاسترخى الوطن على أريكة الاستقرار آمناً مطمئناً منسجماً ملتئماً حازماً أمره باتجاه الرقي وتحقيق أمنيات الشعب بكل سخاء لأجل الرخاء وراحة الخاطر وسعادة النفس التي هي مطلب كل إنسان على وجه البسيطة.. هذه مبادئ قيادتنا وهـذه شـيم أهل الـوطن، فلا بد إذاً من أن يتلون القاسم المشترك بلون البياض لتشرق الحياض بأبهى الحلل وأجمل ما تتحلى به رياض الكون.. قبائل من شباب وكهول وأطفال ونساء جميعهم غرسوا شجرة الحب عند نافذة اللقاء الحميمي الذي جمع أبناء الوطن على البوح بشفافية والتصريح عن مشاعر تعبر عن مخابر أقرب إلى الجواهر في نصوعها وقيمتها.
أبناء الوطن قواعده وأعمدته وأشرعته، ومجاديفه التي من خلالها تعبر سفينة الوطن باتجاه المجد المجيد والحاضر العتيد والمستقبل التليد، أبناء الوطن هؤلاء هم بعفوية تضاريس الإمارات عبروا وكتبوا على صفحة التاريخ ما تسجله الكلمات النبيلة للمنابت الأصيلة.. قالوا بحكمة الأوفياء وفطنة النجباء إن الولاء لك يا وطن ولقيادتنا التي أحبت الناس فأحبوها وصار التداخل وطناً، أهله المتشابهون بلون السعادة، الذاهبون دوماً نحو الفرح، المنفتحون على الآخر بكل براءة ونقاء.. أبناء الوطن، قبائله وخيوطه الحريرية تطوق الوطن بسلاسة اللقاء والانتماء وحفاوة المشاعر الندية المتعافية من كل ضغينة أو بغض.. أبناء الوطن كللوا لقاءاتهم بأسابيع ترصعت بلآلئ الكلمات ونجوم العبارات وشموس ما فاضت بها القلوب من معاني الحب ومغزى الصدق والإخلاص والإيمان بأن التلاحم ما بين الشعب وقيادته هو الطريق القويم المستقيم والرادع لكل شيطان رجيم ولكل معتدٍ أثيم، وأن ما يجمع القيادة وشعبها من عناصر الحب المحركة لكل أدوات النجاح والفلاح، هذا هو البلوغ الحقيقي للمجد، وهذا هو النبوغ في تكريس واقع التطور وحماية المنجزات من أي مكروه.. أبناء الوطن، قبائله وقفوا وقفتهم وقالوا كلمتهم وأكدوا بقوة، المبدأ بثبات العزيمة في خدمة الوطن وإعلاء شأنه بين العالمين.



marafea@emi.ae