أتعجب من بعض الناس يأكلون حتى يتعبوا، ولا يشبعون، وتجدهم على الدوام حاملين معهم دواء الحموضة أو «حبوب» مضادة للحرقة.. ترى هذا من ذاك! بعض الناس تجده يحب سيارته أكثر من زوجته، ليس لأن هذه أغلى من تلك، ولكن لأن تلك مستورة في بيتها، وهذه يظهر فيها للناس، وتمنح بعض ضعاف الشخصية شيئاً من القيمة الاجتماعية كما يظنون، لذا إذا ما اشتكت سيارته من عطل تجده مغتماً، ضيق الصدر، وكأن أحداً كفخه على ساطر وجه، أما إذا أنّت الزوجة، واشتكت من وجع، فمبالاته قليلة، ولا يعزوه إلا إلى «دلع نسوان ما يوقّف»! ظاهرة «طلابنا الوارمين» يجب أن ننتبه لها في البيوت، وتتصدى لها المؤسسات التعليمية، فلا ينفع «الجَنَازّ» من دون حساب، علينا أن نقرر، هل نريد «سم الغيلان، أم لحم الثيران»! لابد من فتوى ينتفع بها المسلمون، ويعمل بها المؤمنون، هل يحج الإنسان حج اليسر والسهل والرفاهية بشعاره «حجاج الـVIP» والتي تبلغ تكلفته كل عام ما يقارب الـ250 ألف درهم وأكثر، أم الخير والنفع، والأجدى والأهم والألزم أن يوزعها «حاج كل عام» على 50 أسرة ستعيلها لعام، وتقيها وجع المرض، وقرصة الجوع، وتنفع في تعليم أولادها وكسوتهم، فيكتب له أجر ما في السنبلة! فعلاً.. هناك رجال لا يعرفون الخجل من رجولتهم، ولا الحياء من فروسيتهم أولئك الذين يستغلون النساء وجهدهن، ويبتزونهن في تعبهن وشقائهن، ويسرقون حصيلة عملهن، ويتشاطرون عليهن، ويحرجون ضعفهن، لا أعرف.. لماذا أشعر تجاه أولئك الرجال، أنهم ليسوا برجال! هناك أشياء يصعب علينا نحن الجيل القديم استيعابها أو قبولها أو الاعتراف بوجودها في «حياتنا»، كأن يقف أخ في وجه أخيه في المحكمة لشبر أرض لا يسع حيز القبر أو يجرجر أخ شقيقاته في أروقة المحاكم على دراهم بخسة ونجسة أو يرفع أبناء على أبيهم قضية عدم أهلية، ويحجرون عليه بداعي الخرف والجنون من أجل مال حفي ليجمعه لهم، وهم صغاراً لا يفقهون، لا أدري.. أشعر بالرثاء المبكر لهم، وأشعر وكأنهم يلعبون بعظام جدتهم أو يمزقون لحم جدهم الأكبر، ويرمونه للكلاب الضالة! عندي قناعة ما دام رجلاك على الأرض اليابسة فأنت بخير، وحده الماء والطين اللزج يمكن أن يخون بثبات الأقدام، فلا يلومنا أهل البحر إن تمسكنا بالجبال والحبال والرقاب ونحن على سطح الماء، لكن ما دمنا في البر فلو طلبوا منا أن نغزو أنصاف الليالي، فلا نبالي!