يزداد حضور الصحافة الإلكترونية في حياتنا اليومية وتزخر المؤسسات الصحفية العريقة التي تواكب أو تتحول للعصر الرقمي بمؤشرات تؤكد أن على الأجيال الجديدة من الصحفيين أو دارسي الصحافة تعلم، بل إتقان الصحافة الإلكترونية. والأسباب التالية تؤكد هذه الضرورة: 1-أدى ظهور ونمو الإعلام الجديد على حساب الإعلام القديم، إلى ظهور جمهور جديد يبحث في كل لحظة وكل حين عن محتويات جديدة معروضة بطرق جديدة، فيما تشتد المنافسة على الشبكة بين صناعة الصحافة الجديدة وصناعة الصحافة التقليدية، التي تتحول إلى الشبكة. 2-التطور المستمر في تكنولوجيات وتطبيقات الصحافة والنشر في وقت أخذ البعض يدعو إلى الدمج الوثيق بين الصحافة والتكنولوجيا تعلما وممارسة (الصحفي-المبرمج مثلاً) لتحسين قدرات الابتكار والمنافسة على الشبكة العنكبوتية. 3- اضطرار المؤسسات الصحفية والإخبارية إلى استدعاء موارد اشتراكات أو إعلانات إضافية من نسخها ومواقعها الإلكترونية وتطبيقاتها الرقمية، ما يحتّم عليها الاستعانة أكثر بعاملين يتقنون الصحافة الإلكترونية والاستفادة من مزاياها كافة. 4- الشكوك حول مصير الصحافة التقليدية ومؤسساتها المختلفة، بما في ذلك التوقعات بنهاية الإصدارات اليومية الورقية في غضون عقود، مقابل التوقعات بتطبيقات أكثر تطوراً وتنوعاً للصحافة الإلكترونية. 5-إذا كان كل فرد مستخدم لشبكة الإنترنت قادراً على أن يكون ناشراً، أو صحفيا مواطنا، سواء عبر شبكات التواصل الاجتماعي والمدونات أو عبر مواقع المصدر المفتوح، بما يعني ذلك اكتساب هؤلاء مهارات متطورة على الشبكة، فالأحرى بالصحفيين، ومعهم طلاب الصحافة والإعلام، أن يكونوا في مقدمة المهتمين بإتقان هذه المهارات وبالصحافة الإلكترونية ومواكبة تطوراتها. ومن المهم التأكيد على القدر المتزايد من التنظيم الذي ما زالت الصحافة الإلكترونية بحاجة له وهي في مرحلة النضح المتواصلة حاليا. وعلى سبيل المثال، لا تزال هذه الصحافة تنتظر التشريعات المناسبة لها في كثير من البلدان، في الوقت الذي تزداد فيه حضورا في حياتنا اليومية. كما لا تزال الكثير من قواعد إنتاج محتوياتها والكتابة لها قيد البحث، بالتزامن مع الكثير من الاجتهادات و«النصائح» التي أخذت تظهر بفعل التجربة. لقد عمّرت الصحافة الكلاسيكية قروناً، وأقيمت لأجلها مئات الكليات والمعاهد وكتبت عنها آلاف الأبحاث والدراسات، واستطاعت أن تكون من أبرز ملامح النصف الثاني من الألفية الثانية، ولهذا لا غضاضة في أن الصحافة الإلكترونية كنوع جديد ما زالت تحتاج لكثير من الجهود حتى تبلغ مرحلة نضج يرسخ قواعدها المهنية ويوظف مزاياها على أفضل وجه ويكرسها كأحد أهم ملامح بداية الألفية الثالثة. وهل هناك من ضرورات وأسباب أكثر من ذلك لتدفع كل المشتغلين بالصحافة العربية حاليا ومعهم طلاب الصحافة والإعلام من على مقاعد الدراسة الاهتمام أكثر بالصحافة الإلكترونية وإتقان تطبيقاتها، وسبل الاستفادة من مزاياها؟ barragdr@hotmail.com