في لقاءات أشبه بمصافحة الموجة للسواحل الهاجعة تحت سكون العفوية، تبدو الحياة وكأنها ترسم لوحة تشكيلية ملونة بالأمل، منقوشة بالود، منحوتة بالقيم الإماراتية الفريدة. ترى الوجوه، وهي موشحة بالحميمية، وترى الأيدي متعانقة مثل أغصان الليمون، وترى الابتسامات مثل إشراقة شمس الصباح، فتعلو قامتك، وترتفع هامتك، وتتسع حدقة العين لترى النجوم وهي تعزف لحن الفرح الإماراتي، وتغسل السماء بالنور الوضاء، فتزداد في نفسك البهجة، وتغفو روحك عند ملاذات الليالي الرمضانية المباركة. في لقاءات القادة، تحتشد جل المشاعر، وينهض الضمير الوطني ليطل على العالم بنخوة الأفذاذ، وصحوة الأقمار الصحراوية الناصعة، تحلم أنت، وترسم على سبورة الذاكرة صوراً أنيقة، رشيقة، رقيقة، شفيفة مثل عيون الماء، مثل رقراق النهر، مثل بصيص الغزلان اليانعة عند أعشاب الحياة، وترف الورود اليافعة. في لقاءات القادة يحتفي الوطن بالحب، ويسقيه من عذوبة المناهل الأسطورية، هي هكذا تحدث اللقاءات الاستثنائية في وطن التفرد، وبلاغة القيم. في لقاءات القادة هناك ينمو في القلب عشب الذاكرة وتكبر الأمنيات، ويصير القلب بستاناً من ثراء، ورخاء وعطاء، وسخاء، هنا في الإمارات الاستثناء في كل شيء، استثناء في الحب، وفي الصدق، وفي التفاني من أجل حماية المنجز، ورعاية المكتسب، والعناية بالأرض، والعرض، والإنسان والأشجان، لتبدو الإمارات واحة لرخاء الطير والشجر، والبشر، ومناخ الحياة دافئ إلى درجة الشعور أنك تعيش في لب الكون، وفي خلد العالم تكسب الحب من الآخر، لأنك أعطيته الألفة، وفتحت له نافذة الأفكار من دون فواصل، ولا مفاصل، أنك فعلت ذلك، لأن وطنك في يد لا تبخل في العطاء، وطنك هذا الذي تنادت له كل الأوطان محيية محتفية محتفلة بإبهاره، وازدهاره، وإزهاره، وإثماره، وإعماره، وقدرته الفائقة على الانسجام في أقصى حالات التوعك العالمي، وفي أشد فترات تشقق قميص الآخر. لقاء القادة وشم على القلب، ورسم على الدرب، وضمة ترفع الفعل، ولا تكسر المفعول، وطنك هذا مطوق بقلائد الحلم البهيج، منمق بأساور الحب الكبير، منسق بأزاهير الناس الطيبين، وطنك هذا ذاهب إلى الحياة بثقة النبلاء، وثبات النجباء، وكبرياء الأوفياء وطموحات الأفذاذ الأشداء، وآمال الرجاء الحكماء. لقاء القادة هو سورنا، وسيرتنا وسوارنا، وأساسنا، وبياننا، وبناننا، وبنياننا، وهو الرؤية العظيمة، وجلال الرؤى.