وجه الشبه الوحيد بين جوارديولا الإسباني وعبدالله الإماراتي أن كليهما دخل إلى ناديه صغيراً وبدأ مسيرته بالتقاط الكرات، وبمرور السنوات أصبح كلاهما نجماً يشار إليه بالبنان، فالأول نجم برشلونة والذي حقق العديد من الألقاب مع ناديه كلاعب، والثاني نجم سابق في أحد أنديتنا وكان ناديه يبذل الغالي والنفيس لإرضائه وعندما جاءته عروض انتقال بالملايين رفضتها الإدارة لأنه ابن النادي الذي لا يفرط في أبنائه. وبعد الاعتزال توقف الشبه وبرزت الفروقات، فبينما عاد جوارديولا إلى ناديه كمدرب للفريق الثاني ونجح وكان هذا النجاح شفيعاً له في أن يصبح مدرباً للفريق الأول وفي غضون عام واحد أصبح أنجح مدرب في العالم عندما قاد فريقه للتويج بسداسية تاريخية. أما عبدالله فبعد الاعتزال فقد انتهت المصلحة وصد عنه من كانوا يدللونه ونفر عنه أعضاء مجلس الإدارة واعتبروه شخص غير مرغوب به في النادي الذي نشأ بين أركانه فحاولوا إبعاده لأن طرحه وآراءه تسبب لهم أنواعا مختلفة من الحكة والصداع. جوارديولا أصبح الرجل القوي في برشلونة وبعد أن بدأ السباق الانتخابي من أجل خلافة لابورتا على سدة الرئاسة باتت الأطراف المتنافسة تسعى لكسب وده والحصول على تأييده. أما عبدالله، فقد تم توزيع صورته على حراس الأبواب وتم التعميم على من يراه في أروقة النادي أن يبلغ عنه أقرب مكتب للإدارة، فهو مثير للشغب ومهيج للجماهير التي عندما تراه تحن إلى أيام العصر الذهبي للنادي. جوارديولا عمره 38 عاما وأصبح رمزا في برشلونة والجميع يحبونه ولا يهم أنه خطف الأضواء من الإداريين ومن كل فريق العمل الذي أسهم في سداسية المجد للنادي. أما عبدالله الإماراتي فقد اقترب من عامه الخمسين ومع ذلك تعتبره الإدارة الابن الضال، فهو يسرق الأضواء من الدخلاء عند حضوره، والجميع يحبه والإعلام يلاحقه ولو كان بيدهم القرار لأزالوا صوره التي تملأ الحائط وهو يحمل هذا الكأس أو ذلك الدرع، بل لو كان بيدهم لألغوا تاريخ النادي المرتبط به. جوارديولا وعبدالله، الأول ابن النادي والنادي ملك لأبنائه، والثاني ابن النادي والنادي ملك لأعضاء مجلس الإدارة. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com