كانت الاحتفالية التي أقامتها اللجنة المنظمة لبطولة أمم آسيا، أمس الأول، كاشفة لموقف الاتحاد الآسيوي، الذي يبدو أنه على كافة مستوياته يدير الأمور بمنطق «الانتخابات»، وأن المنافسة حاضرة من جانبه من الآن، على الرغم من أن السباق لم يبدأ رسمياً بعد، وهذا الموقف ينبئ من جانب آخر بآليات تعاطيه مع الانتخابات، وأن الصراع لن يدار بطريقتنا ولا حتى بالطريقة التي يجب أن تدار بها أي انتخابات في الدنيا.. كل أدوات الاتحاد الآسيوي ستجند لمن فيه، وعلى من ينافس من خارجه أن يكون مستعداً لذلك.
كانت الاحتفالية راقية بمعنى الكلمة.. كانت إرثاً يضاف حتى للاتحاد الآسيوي نفسه.. شهدت تكريم الرموز من الإمارات وغيرها، وعبرت بحق عن روح الخير ومعاني التسامح الذي أطلقته الإمارات عنواناً لعامها، ولكن أن يخلو الحفل من قيادات الاتحاد الآسيوي، فقد كان ذلك مثيراً للتساؤلات والدهشة، وهي دهشة لم تنل من حفلنا، لكنها نالت منهم، فقد كان يفترض بالاتحاد وهو المظلة الرسمية لهذا الحدث القاري المهم، أن يكون حاضراً بكل مستوياته في الاحتفالية، لكنه غاب عنها، لاعتبارات هي - قطعاً- ليست حاضرة لدينا ولا لدى معالي اللواء محمد خلفان الرميثي رئيس الهيئة العامة للرياضة نائب رئيس اللجنة المحلية المنظمة للبطولة، والذي اتخذ قرار الترشح في آسيا من أجل آسيا.
لست أدري بماذا يفسر قادة الاتحاد الآسيوي غيابهم عن احتفالية تمت دعوتهم إليها، وتخص القارة وأكبر بطولة بالقارة، وعسى أن يكون المانع خيراً، وإن كنت لا أدري ما هو المانع الذي يحول دون حضور الجميع، من رئيس الاتحاد إلى نوابه ومعاونيه وقادة الاتحاد جميعاً.
أما عن الاحتفالية نفسها، فالحقيقة أنها كانت ملهمة، واختزلت الأزمنة على مسرح التكريم، فاستعدنا ذكريات اللجنة أول بطولة آسيوية نظمتها الإمارات منذ 23 عاماً، وكذلك جيل النجوم الذي مثلنا في تلك البطولة، ومثله النجم الكبير زهير بخيت، ورأينا مدربنا الوطني مهدي علي الذي رافق كرة الإمارات في مرحلة زاهية وناصعة، وامتد التكريم إلى المنتخبات التي ودعت البطولة من دورها الأول، فكانت لفتة غاية في الروعة، تركت صداها في القلوب التي أدركت أن الإمارات فعلاً وطن المحبة والتسامح والسلام.
كانت الإمارات ولا تزال داعمة صادقة للاتحاد الآسيوي، لا سيما في ظل الرئاسة العربية، انطلاقاً من قيمها، وأضافت للاتحاد ولمن فيه نجاحات صنعتها وتحسب لهم، وكنا ننتظر أن يكون حضور الاتحاد الآسيوي في هذه البطولة بالذات غير مسبوق، ليس رداً للجميل، وإنما للتأكيد على أننا واحد، وأن المنافسة المرتقبة في الانتخابات، ليست أكبر من الود والوحدة التي تجمعنا، ولا شك في أن عزوف قيادات الاتحاد الآسيوي عن حفل الوفود نال منهم وليس منا.

كلمة أخيرة:
بعض الغياب «حضور».. لكن في أي صورة تحضر ذاك هو السؤال