هنالك سر، كأنهم كانوا ينتظرون ساعة الصفر، ولأنه أمر دبر بليل، كانت اللحظة الموعودة حسب الخطة المجهزة والموجودة، بعد مباراة السعودية وقطر، وبدأت الحملة المسعورة، ولا جديد فيها، نفس المغالطات والأكاذيب، وبنفس السيناريو الفاشل غير المحكم، والذي يتم تفنيده في كل مرة بالأدلة والبراهين، واستدرار العواطف وتأليب الناس بعضهم على بعض، واستغلال الجنسيات الأخرى بطريقة مكررة وواضحة ومكشوفة، فالنوايا خبيثة والأهداف مفضوحة والأجندة معروفة.
هناك في الجوار قلوب أعماها الحسد، هم لا يريدون الخير لأحد، ولنا بالذات، فتقدمنا يوغر صدورهم، وإشادة الآخرين كأنها خنجر في خاصرتهم، تزعجهم نجاحاتك، ويظلون يراقبون خطواتك يترقبون سقوطك، وينتظرون عثراتك، ولأنك في الأمام ولا تلتفت إلى الوراء، يظلون يطلقون سهامهم، يتمنون أن تصيبك ولكن هيهات، هم الحشرات التي تحترق عندما تندفع نحو هالة الضوء، اللهم إنا نعوذ بك من جار السوء.
مضى نصف البطولة في هدوء وسلام، الإشادات تأتي من كل مكان، حتى الوفد القطري خرج قبل يومين، وصرح لوكالة الأنباء الفرنسية بعدم مصادفته لأي مشكلة منذ قدومه إلى الإمارات وعن إزالة كل العراقيل وتقديم كافة التسهيلات، ولكن هذا لا يرضي خفافيش الظلام، فصدر الأمر واجتمعوا في مجلسهم الشهير، ما بين منافق ومرتزق ونكرة ليس لديه ضمير، وحاسد وحاقد وجاحد ونافخ كير.
وبنفس أساليبهم القديمة والملتوية، ما بين استدرار للعواطف وادعاء المظلومية، وكم هائل من الأكاذيب، واختلاق القصص الوهمية، والروايات الخيالية، و«سوالف شاي الضحى»، ومن أجل إضفاء الإثارة ولإيحاء الناس بالدقة والمصداقية، وحتى تكتمل «الطبخة» تمت إضافة الكثير من الفلفل والبهارات وصلصة الكاتشاب، وكان لابد من أكذوبة الأكاذيب وسالفة محادثة «الواتساب».
هم لا يريدون أن تمضي البطولة في سلام، ويبحثون عن أي مدخل لاختلاق أزمة، ولافتعال مشكلة، هم لم يأتوا للمشاركة في بطولة رياضية، ولكنها سبيلهم المعتاد وجسرهم المفضل من أجل تمرير بذاءة سياسية، فهم الذين يشترون حقوق بث البطولات بأضعاف أضعاف أثمانها الحقيقية، ولا تسأل عن الأسباب، فهي الطريقة الأسهل لنشر سمومهم وأجنداتهم الخبيثة في عقول الشباب.
الحسد موجود منذ بدء الخليقة، وسيظل الحسد موجوداً حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وإذا ابتلاك الله بجارٍ حاسد، لا تحزن ولا تجزع، ودع مسيرة الإنجازات تزيده غبناً وهماً، فيكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك، فحسده هو الدليل الأصدق على مدى نجاحك وحجم فشله، فقد قالوا قديماً «لله در الحسد ما أعدله، بدأ بصاحبه فقتله».