أيادي العبث موجودة في أي مكان وزمان، ولا توجد في الدنيا على مر التاريخ والأزمان جمهورية أفلاطون المثالية، وكما أن الشر موجود، فإن للخير نصيباً وافراً في كل أنحاء الدنيا، وفي بلادنا يوجد الرجال المخلصون الأوفياء الذين يذودون عن الوطن كل ما هو شر، ويدرأون عنه خطر الذين تسول لهم أنفسهم إيذاء منجزاته ومكتسبات شعبه. رعد المنتصر، الشرطي في الإدارة العامـــة لشــرطة رأس الخيمة، أحد الرجال النبلاء الذي وضع روحه على كفه، وطار محلقاً كالنسر في مواجهة أحد اللصوص الذي أراد أن يسطو على أحد البنوك في الإمارة، وعلى الرغم من أن اللص كان مسلحاً بالسلاح الأبيض، والشرطي خالي الوفاض، إلا من جهاز الاتصال الهاتفي، إلا أنه استطاع في غبش الظلام أن يتصدى لهذا الكائن الجهنمي، وأن يفشل مخططه العدواني ليقع اللص في قبضة القانون، وينال الشرطي شرف الدفاع عن المهنة أولاً وعن منجز وطني هو أحد البنوك في الإمارة ثانياً. ما فعله الشرطي يسلط الضوء على سبيل من سبل التضحيات، والتفاني وعدم التواني عن ممارسة مهنة الشرف دون تردد أو تهاون أو تقصير، هذا الشرطي الصغير في السن يضع أمامنا درساً ومثالاً وعبرة في بذل الغالي من أجل الوطن وتحقيق أعلى مراتب الانتماء إلى المهنة والوطن، وكبح جماح كل من يطمع في الكسب على حساب الوطن وحقوق الغير، وقطع دابر الأيادي الشريرة والخطيرة وردع النفوس المريضة التي تعرض ممتلكات البلد للخطر. الشرطي الشاب بملامح البراء والصفاء والنقاء والانتماء تحدث بسجية الإنسان الذي لا يعرف فن الشعارات ولا يجيد لغة التنظيرات، بل قص الحكاية من البداية حتى النهاية بكل استبسال إنساني رائع، وعبر عن فطرة إنسان الإمارات وقدراته وإمكاناته على تحقيق أمن الوطن واستقراره، والتصاق هذا الأمن بأمن الإنسان ومشروعية المهنة التي ينتمي إليها رعد المنتصر. شعرت وأنا أقرأ، ثم وأنا أسمع كلام رعد بالفخر والاعتزاز بكوادرنا الوطنية التي تعمل من أجل رفع الشأن وإعلاء كلمة الحق وتبيان الحقيقة، حقيقة أنه لا مكان للأيدي الآثمة في بلادنا، طالما هناك عيون تسهر وقلوب تكبر بحجم نبضات الوطن، وعقول تفكر من أجل سلامة ما يقدمه الوطن للإنسان.. شعرت وأنا أستمع وأرى بضوء ناصع يسقط على جبيني بمساحة البياض الناصع الذي يسكن قلوب الناس النجباء أمثال رعد وسواه من أبناء الوطن المخلصين الصادقين الجادين في خدمة الوطن، والحفاظ على حقه الشرعي في البقاء معافى من درن الأشرار.