العمل في النادي كخلية النحل والكل يكمل ما يقوم به الكل، فلا كلل ولا ملل وكل عثرة أو فشل تكون درساً ينهض به الجميع لإتمام الناقص، ولا مجال للخطأ هذه المرة فالدخان المنبعث في الأفق ينبئ عن شيء وعن نار قادمة لالتهام كل شيء، والشاطر هو الذي يتعلم من أخطائه، هكذا هو الجزيرة هذا الموسم «غير» فهو الأشطر ويسير بثقة وثبات لتصحيح خطأ تاريخي وزلة زمن مضمونها أن هذا الفريق لم يحصل على بطولة الدوري حتى الآن. دورينا عجيب غريب في كل أحواله ومن كان في القمة بالأمس نجده اليوم غارقاً في القاع، فلا منطق ولا عقل ولا ثوابت باستثناء الجزيرة هو وحده الثابت في مكانه، والذي ظل في المواسم الأخيرة حتى النهاية منافس، وكل موسم يبدأ من حيث انتهى في الموسم السابق. الغيمة السوداء تغطي سماءنا منذ عدة سنوات ولم تمطر حتى الآن، ولكنها مع أول زخة منتظرة لن تتوقف وسوف ترتوي منها الأرض الجافة لتتحول إلى حدائق وجنان، هذا هو الجزيرة فترقبوا أول بطولة، ثم ما إن يكسر الحاجز النفسي، انتظروا اكتساحاً جزراوياً ربما لسنوات على كل مقدراتنا من كؤوس ودروع وألقاب. في كل فترة زمنية يظهر على السطح فريق ليحافظ على سمعة دوري الإمارات وعلى مكتسباته وحتى لا تكون المنظومة هابطة بأكملها ومنذ عدة سنوات أصبح الجزيرة هو الشريك الأكيد في كل تنافس، وهو الذي يجعل الصورة أحلى وبات سكر الدوري وملحه. زميلي قال إن الجزيرة صورة محلية من برشلونة، وأنا أقول إن الجزيرة فريق يحترم ذائقة الجماهير ألم تلاحظوا أن أجمل مباريات هذا الموسم هي عندما يكون العنكبوت طرفاً فيها. ها هو العنكبوت يتصدر بطولة الدوري وتبقت له ثلاث نقاط للفوز ببطولة النصف الأول ويبقى الأهم أن يكمل حتى النهاية إلى درع اتصالات وأضواء المونديال، فيا كرة القدم آن لك أن تنصاعي وتذعني لما يقدمه الجزيرة لك من متعة ولكرة الإمارات من خدمات، فمن أرقى إدارة وأروع لاعبين إلى أجمل ملعب باختصار هو نادي من ذهب ويستحق الذهب. راشد الزعابي ralzaabi@hotmail.com