مفهومة هي حالة تقلب المشاعر في الأحداث الرياضية، حتى ضمن المباراة الواحدة، وهناك ملايين الشواهد على حالات نادى فيها البعض بتغيير المدرب واللاعبين وحتى الإدارة بعد الشوط الأول، ثم الإشادة بهم جميعاً ورفعهم إلى مرتبة الأبطال بعد تغيير النتيجة والفوز في الشوط الثاني.
وكلكم جربتم مشاعر تقلب العواطف والأحكام، من تشاؤم مع بداية متعثرة، إلى تفاؤل وطموح ومطالبة بالألقاب بعد نتائج غير متوقعة.
كل هذا معقول ومقبول، ولكن غير المعقول وغير المقبول هو إصدار أحكام «مبرمة» بعد انتهاء فترة ردود الأفعال واعتبار هذه الأحكام بمثابة حقائق وتناقضها الفاضح والواضح مع «أحكام» سبق وأصدرناها على نفس الأشخاص أو المجموعة.
أنا شخصياً لا يمكنني تقبل تصريح يقول إن المدرب الفلاني مفلس ومنتهي الصلاحية، وما عنده أي شيء يضيفه، وهو المدرب نفسه الذي أشدنا به وبقدراته وتاريخه وموهبته وحنكته في القيادة يوم تم التوقيع معه لتدريب النادي أو المنتخب الذي ننتمي له.
يمكنك نقد حالة أو موقف أو ظروف، ولكن لا يمكنك تجريد الآخرين مما يملكون، لأنهم خسروا مباراة أو بطولة، علماً بأن اللاعبين والمدربين بشر يصيبون ويخطئون، ويمكن أن يتعرضوا للضغوط ومنهم من يتمكن من تجاوزها، ومنهم من تلعب حالته النفسية دوراً كبيراً في مستواه، ولهذا فالنقد يجب أن يكون ضمن أسس وقواعد علمية ومعرفية وليس عاطفية بحتة.
فقد لا يسمح مدرب للاعب باللعب، لأنه غير جاهز أو مصاب أو حالته النفسية لا تسمح أو ببساطة لأنه متمرد على الأوامر ومتكبر على زملائه، وهنا قد نحكم فقط على قصة عدم إشراكه دون معرفتنا للظروف والدوافع، وسبق وشاهدنا أمثلة على لاعبين يعتقدون أنهم أكبر من المجموعة، ويحظون بدعم جماهيري يفوق سلطات المدربين، ويمكن أن تحدث سطوتهم شرخاً بين المجموعة، ويجب التعامل معهم بحكمة وتعقل وأحياناً بحزم، حتى لو تسبب ذلك بخسارة الفريق، فهناك من يرى الأخلاق قبل النتائج، وهو ما قد لا ترضاه بعض الجماهير.
ما يحدث خلال وبعد كل بطولة كبيرة من خروج لمنتخبات مرشحة، أو صعود لمنتخبات لم تكن مرشحة هي دروس يجب أن نتعلم منها، ويجب أن نعلم أن كلمة انفعالية قاسية قد تفتح جرحاً لدى لاعب أو مدرب من الصعب أن يندمل، خاصة إذا كانت في غير محلها أو ظلمنا بها صاحبها.
العقل «زين»، والانتقال من النقيض إلى النقيض «مو زين» أبداً.