لم يكن بمقدوري طي صفحة مونديال أندية العالم الذي ظل بيننا أكثر من عشرة أيام دون التوقف عند كلمات جديدة على مسامعنا أدلى بها المدرب الظاهرة جوارديولا بعد الفوز باللقب التاريخي لبرشلونة الإسباني هنا في أبوظبي. قال جوارديولا واصفاً الفوز الكبير لفريقه ببطولة العالم وهي البطولة التي خلدت هذا الفريق، إذ أنه أصبح الوحيد بين أندية العالم على مر التاريخ الذي يحرز ستة ألقاب في موسم واحد قال “إن الفوز ببطولة العالم تحقق بالقلب وليس بأي شيء آخر.. فعندما تلعب في مباراة نهائية بهذا الحجم من الأهمية وتكون مهزوماً قبل دقائق قليلة من نهاية الوقت.. فإن المسألة لا تتعلق بالتفوق ولا بالتكتيك لأننا نصبح حينها نفكر بقلوبنا فقط وأحيانا نصلي وندعو حتى يحالفنا الحظ للتسجيل”، وقال جوارديولا أيضاً مثمناً دور القلب في الفوز” إن ميسي لم يسجل هدف الفوز بصدره وإنما سجله بقلبه فقد احتضن الكرة لأنه كان يشعر بأهمية التسجيل نعم احتضن الكرة بعناية وسجل من أعماق قلبه الهدف الثمين الذي أهدانا أغلى ألقابنا على الإطلاق”. وعن الدموع الغزيرة التي سقطت من عينيه بعد المباراة قال المدرب الإسباني الشاب الذي لايزيد عمره عن 38 سنة الدموع عبرت عن سعادتي عندما عجزت عن الكلام وقال أيضاً لقد كانت دموع الفرح لمدينة برشلونة بأكملها التي فرحت كما لم تفرح من قبل. إن هذه الكلمات التي صدرت من هذا المدرب الذي يعيد الفضل دائماً للاعبين في كل الألقاب تؤكد أن أقوى فريق في العالم عندما فشل في استخدام عقله من أجل التسجيل لجأ إلى القلب لأنه أكثر اتساعاً وأكثر رحابة.. كما أنه لجأ إلى الصلاة وإلى الدعاء من أجل التوفيق والتسجيل في اللحظات الصعبة.. ولو كان مدرباً عربياً قال ذلك لكنا قد اتهمناه بأقسى الاتهامات فلغة القلوب عندنا مهدرة.. وإذا أردت أن تتهم إنساناً فقل عنه إنه إنسان عاطفي أو يفكر بقلبه.. إنه القلب الذي أهدى أغلى لقب لنادي برشلونة في تاريخه رغم أنه يضم نخبة من أغلى وأعظم لاعبي العالم!. ولأنني لازلت أهرب من الحديث عن الدوري المحلي الذي بدأ من يومين وفي أعقاب بطولة العالم مباشرة ودون رحمة فالفارق لازال هائلاً بين بضاعتنا وبضاعة هؤلاء الناس.. وصدقوني فعندما شاهدت مدرجات الدوري خالية تماماً في مدرجات الوحدة ومن بعدها مدرجات نادي الشباب لم أبتئس كثيراً بل انتابتني سحابة من التفكير والتماس العذر للجماهير.. فقبل أن نلومهم علينا أولا احترامهم. والاحترام هنا معناه أن أقدم لهم المتعة وأن أقدم لهم ما يستحق عليه عناء الذهاب أو دفع ثمن تذكرة حتى لو كان زهيدا. آخر الكلام من أهم مكتسبات تنظيم الأحداث الكبيرة ببلادنا أننا أصبحنا نملك ثقافة التطوع من أجل خدمة الوطن دونما البحث عن مقابل وأننا أصبحنا الآن نملك كوادر مؤهلة وواعية بدورها المهم والحساس في مواجهة ضيوف البلد.. إنهم بالفعل يستحقون التكريم. أشياء كثيرة أصبحت في حاجة إلى مراجعة ماسة، ومن الآن فصاعدا علينا الاهتمام بالمضمون ومواجهة النفس بالأخطاء والسلبيات!