ستكون العاصمة أبوظبي على موعد مع التاريخ الليلة، عندما تتوج لأول مرة بطل كأس العالم للأندية، بعد الحوار الكروي الساخن الذي ينتظر فريق برشلونة الإسباني بطل أوروبا وفريق استوديانتيس الأرجنتيني بطل أميركا الجنوبية، في مشهد لا يختلف عما شهدته كل البطولات الماضية، حيث يتواصل التنافس بين أندية أقوى قارتين في العالم من أجل انتزاع لقب الفريق الأقوى والأجمل والأروع على سطح الكرة الأرضية، ومنذ بطولة 2005 وحتى ما قبل نهائي الليلة فازت الأندية الأميركية الجنوبية باللقب ثلاث مرات مقابل مرتين لأندية أوروبا. ويدرك نجوم برشلونة أن اليوم السبت 19 ديسمبر من عام 2009 يمثل بالنسبة لتاريخهم لحظة استثنائية، حيث إن الفوز باللقب يعني أن هذا الجيل دخل تاريخ النادي الكتالوني الذي بدأ عام 1899 من أوسع أبوابه، حيث ستكون المرة الأولى في تاريخ أي ناد في العالم التي يكسب فيها ست بطولات في عام واحد. ولحسن حظ فريق برشلونة أنه يحظى بشعبية جارفة خارج الديار بدليل أن ستاد مدينة زايد الرياضية بدا للكثيرين في نصف النهائي أشبه باستاد كامب نو معقل البارسا، لذا فإن نجوم الفريق يشعرون وكأنهم لم يغادروا ملعبهم الشهير الذي شهد صولاتهم وجولاتهم. أما فريق استوديانتيس فإنه يدرك أن معظم المراقبين، إن لم يكن جميعهم يرشح البارسا لاعتلاء عرش العالم، ومع ذلك فإن لديه ثقة في أن الحسابات النظرية قد تختلف عن حسابات الملعب التي لا تنحاز إلا لأصحاب القلوب القوية. وستكون المباراة النهائية مواجهة خاصة بين نجمين أرجنتينيين، هما ليونيل ميسي لاعب العالم بلا منازع والذي يمضي مع برشلونة واثق الخطوة نحو اللقب السادس، وفيرون نجم فريق استوديانتيس بخبرته الكبيرة التي يسعى لتتويجها بلقب غالٍ يداعب خيال كل أندية العالم. وقبل مشهد الختام سيتابع الجميع “صراع البرونز” بين بوهانج الكوري بطل آسيا وأتلانتي المكسيكي بطل أميركا الشمالية، ويسعى كلٌ من الفريقين، بكل قوتهما، من أجل العودة بالمركز الثالث الذي يُرضي طموحات جماهير الفريق الفائز، انطلاقاً من أن الذهب والفضة محجوزان لأبطال أوروبا وأميركا الجنوبية، ولابد للآخرين أن يقنعوا بـ “القليل”، فالفوز بالمركز الثالث أفضل من لا شيء، حيث يعد بطولة خاصة بين “كومبارس المونديال”. تسألني عن توقعاتي للمباراة النهائية الليلة فأبادر وأقول: “الطبيعي” أن يكسب برشلونة.. و”المفاجأة” أن تذهب البطولة لخزائن استوديانتيس.