متهمون أم أبرياء
القضية الساخنة التي طرحها الزملاء في الإمارات اليوم حول سلوكيات بعض اللاعبين إبان معسكر المنتخب الوطني قبل المباراة الودية مع ميلان الإيطالي تبدو وكأنها كرة ثلج تكبر يوماً بعد يوم·
وأخطر ما في القضية أنها تأتي قبل أيام قليلة من بدء مهمة الأبيض الإماراتي في دوري المجموعات لتصفيات كأس العالم حيث يبدأ مشواره الجديد بلقاء الأزرق الكويتي بعد عشرة أيام فقط من الآن·
وطالما أن اتحاد الكرة قرر تشكيل لجنة لتقصي الحقائق ووضع النقاط على الحروف من خلال جمع كل خيوطها من كل الأطراف، فإن المنطق يقتضي أن ننتظر لحسم الأمر وتحديد ما إذا كان لاعبو المنتخب الذين ظهروا في الصور التي نشرتها الصحيفة متهمين أم أبرياء· وهل هناك استهداف للمنتخب بإثارة القضية في هذا التوقيت، أم أن هناك تجاوزات تستحق وقفة وتستوجب عقاب المخطئين الذين يتشرفون بتمثيل بلادهم مما يفرض عليهم دائماً أن يكونوا قدوة ونموذجاً يحتذى به·
والمهم أن اتحاد الكرة لم يغض الطرف·· ولم يعلن أن المسألة لا تعدو كونها كلام جرايد ، بل تعامل مع الموقف بكل الجدية، وبادر بطلب تقرير شامل من إداري المنتخب عن سلوكيات اللاعبين خلال المعسكر الأخير، وخاطب فندق الإقامة وطلب من الصحيفة أن تقدم ما لديها من أدلة، سعياً للوصول الى الحقيقة، وطالما أن اتحاد الكرة شكل لجنة تحقيق، فإن نتائج التحقيق لابد أن تُعلن للرأي العام، ونتمنى أن يتم الانتهاء من ذلك في أسرع وقت حتى نتفرغ للاستعداد للتصفيات المونديالية التي تعلق عليها كرة الإمارات آمالاً عريضة في الوصول لنهائيات 2010 بعد عشرين عاماً من الانتظار·
يبدو أن كرة الإمارات باتت موعودة بالقضايا الساخنة، فبعد قضية ماجد ناصر التي انشغلت بها الساحة شهوراً عديدة الى أن أغلقت الجمعية العمومية غير العادية ملفها بالشمع الأحمر، جاءت استقالة يوسف السركال من رئاسة اتحاد الكرة، بعد أقل من شهرين من فوزه بالتزكية لقيادة الاتحاد لدورة ثانية، وبعدها أطلت علينا قضية سلوكيات اللاعبين التي أضحت حديث الجميع، مع المطالبة بمحاسبة المخطئين حفاظاً على مكانة المنتخب الوطني الذي يعد أحد أبرز وأغلى رموز المجتمع الإماراتي·
فور إعلان قرعة نهائيات بطولة أفريقيا 2008 أكد بعض السودانيين أن منتخب بلادهم محظوظ باللعب مع مصر في مجموعة واحدة، بينما ردد بعض المصريين بأن منتخبهم أكثر حظاً بذلك، لفارق الخبرة بين المنتخبين·
وقبل 24 ساعة فقط من قمة وادي النيل غداً صرح محمد عبدالله مازدا مدرب السودان بأن الفوز على مصر أهم من التأهل للدور الثاني، وقال سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري إن الرد سيكون في الملعب وليس عبر وسائل الإعلام·
وشخصياً أرى أن تلك الأجواء تضر أكثر مما تنفع، فالتنافس الساخن يجب ألا يفسد للود قضية بين شمال وجنوب الوادي، والمهم أن نستمتع بمباراة تليق بكرة بلدين ساهما في تأسيس الاتحاد الأفريقي وشكلا ضلعين من ثلاثة أضلاع في أول بطولة لأمم أفريقيا·