لا يختلف اثنان على أن الإمارات أصبحت نموذجاً للتنظيم المبهر في كل المجالات التي تتصدى لها وبخاصة في المناسبات الرياضية العالمية قبل القارية أو الإقليمية.. والقدرات التنظيمية الرياضية للأحداث الكبرى ليست وليدة الساعة، أي أننا لم نكتشف قدراتنا التنظيمية العالية في استضافتنا الحالية لبطولة العالم للأندية التي نحن بصددها الآن.. فنحن من عام 94 تحديداً منذ استضافتنا لكأس الخليج الثانية عشرة بأبوظبي انتقلنا بمفاهيم التنظيم إلى مستوياتها العليا مروراً بتنظيم نهائيات كأس آسيا عام 96 ثم التنظيم الذي كان أكثر من مبهر عند استضافة الإمارات لمونديال كأس العالم للشباب 2003 وهي البطولة التي مازال يذكرها بالخير الاتحاد الدولي لكرة القدم. خلاصة القول النجاح في تنظيم الأحداث الكبيرة أصبح أمراً مفروغاً منه عندما يرتبط بالإمارات.. فإلى متى سنظل ندور في حلقة مفاهيم التنظيم المبهر.. ألم يأتي الوقت الذي نبحث فيه عن اكتمال منظومة النجاح.. بمعنى أن ننتقل نقلة جديدة في مفاهيم التنظيم، وما أود الإشارة إليه أنه لم يعد مقبولاً الآن أن نقيس النجاح التنظيمي بأمر الاستضافة المتكاملة فحسب.. فهناك عناصر أصبحت أساسية في مقاييس النجاح نحن لا نملكها للأسف الشديد من بينها خاصية الإقبال الجماهيري وثقافة الإقبال على الملاعب من أجل المساهمة في إنجاح الحدث بمعناه الشامل.. ومن بينها أيضاً القدرة على التنافس للفريق صاحب الاستضافة والوصول لأبعد مدى. وإذا نظرت إلى بطولة أندية العالم الحالية ستجد أن المنظمين في واد والحضور الجماهيري والقدرة على التنافس في واد آخر.. وهذا يعني وجود خلل في المنظومة التنظيمية.. ليس خافياً على أحد أن فريق الأهلي ممثلنا في هذه البطولة خرج قبل أن يلعب.. فلم يكن للأسف يملك أدنى المقومات التي تعطيه الحق للمشاركة في هذه البطولة.. فقد لعب بداية مع الفريق الذي وصفه المدرب مهدي على بالمتواضع.. وإذا كان المتواضع قد هزمنا بهدفين فماذا نسمي أنفسنا! والسؤال البريء جداً يقول هل أحسن الأهلي الاستعداد لهذه البطولة؟ والإجابة ببراءة شديدة أيضاً تقول لا! وعندما تذهب إلى إشكالية الجماهير تجدها عويصة فنحن في حاجة لسنوات لكي يتغير المفهوم السائد الذي عبر عنه خالد حرية رئيس رابطة المشجعين “ولماذا نذهب وقد خرج ممثلنا.. من نشجع إذن” وبالمناسبة أنا لا ألوم حرية فهو يتحدث بمنطق.. والمنطق يقول إن الخطأ يجر خطأ آخر.. فلو كان الأهلي قد استمر لحضرت على الأقل الروابط لكي تشد من أزره! وإذا تركنا الروابط لخصوصية دورها وذهبنا ناحية الجماهير العريضة فلن أجد أكثر من كلمات سعيد عبد الغفار نائب رئيس اتحاد الكرة الذي وصف جماهيرنا بأنها جماهير مقاه تهوى النقد ولا تشارك! كما أن علي بوجسيم نجمنا المونديالي قال”ليس لدينا جماهير كرة قدم بالمعنى المفهوم.. بل لدينا جماهير مناسبات” وأضيف على كلماته أننا فقدناها حتى في المناسبات. إنني أشعر بما يعانيه محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة وما يعانيه كل المسؤولين لا سيما عندما يتعلق الأمر بمناسبات كبيرة مثل بطولة العالم للأندية التي ننظمها لأول مرة ومدى الحرج الذي انتابنا جميعا أمام رئيس الاتحاد الدولي بلاتر وممثلي الفيفا بالبطولة.. وقد قالها بلاتر بأدب جم “أشعر بالأسف للخروج المبكر لبطل الإمارات”. آخر الكلام هذه البطولة درس آخر أمامنا.. ومن حسن الطالع أننا سنعيد تنظيمها مرة أخرى في العام القادم.. ومن الآن نقولها إن تحدياتنا في البطولة القادمة ستكون في جماهير مرهفة ناحية المسؤولية الوطنية وفريق قادر على التنافس والثبات.