بعد نهاية الدور الأول، من كأس أمم آسيا التي أعتبرها الأقوى في تاريخ البطولات، منذ انطلقت قبل 63 سنة، أجد أن التوقع صعب لمباريات دور الـ 16، بعد أن فعلت القرعة فعلها، ووضعت بعض الأقوياء التقليديين وجهاً لوجه، مثل لقاء السعودية واليابان، وأستراليا مع أوزبكستان، وقطر مع العراق، فيما كانت القرعة رؤوفة ورحيمة بالبعض «على الورق طبعاً»، مثل مواجهة الإمارات بقيرغيزستان، والصين مع تايلاند، والأردن مع فيتنام، أو كوريا الجنوبية مع البحرين المكافحة، والتي تأهلت في الوقت القاتل على حساب الهند، وحتى إيران رحمتها القرعة، ولم تواجه اليابان أو السعودية أو أوزبكستان، بل ستواجه المنتخب العُماني الشقيق الذي قدم أداءً، قد يكون هو الأفضل بين الثوالث المتأهلين، حين لعب مع أوزبكستان القوية، وخسر في الوقت القاتل، وخسر من اليابان بظلم تحكيمي، بعد حرمانه من ضربة جزاء، وأيضاً ضربة جزاء ظالمة لليابان، قبل أن يلعب مباراة العمر أمام تركمانستان الصعبة، ويسجل هدفي التأهل في الدقيقتين 84 و93، وهذا يعني أن الروح القتالية لـ «الأحمر» العُماني، في أعلى مستوياتها، وأعتقد أن الروح ثلاثة أرباع أسباب الفوز، إضافة إلى المهارات والفنيات، والانضباط التكتيكي لعناصر قادرة على تنفيذ خطط المدرب، ولكن المنطق يقول إن المنتخب الإيراني، هو من الأقوى في البطولة، وإن كنت ما زلت أعتقد أن الكرة الإيرانية لدينا مشاكل مزمنة، لم تستطع تجاوزها عبر سنواتها الطويلة.
وبالتأكيد ستحرمنا القرعة من أحد منتخبين أحرزا كؤوس آسيا سبع مرات، وهما الياباني صاحب الأربعة ألقاب، والسعودي صاحب الثلاثة، وثلاث مرات وصافة، وستحرمنا من منتخب عربي في المواجهة العراقية القطرية، ولكني أعتقد أنه مازالت هناك للعرب فرصة في المنافسة على اللقب، لأن بقية المنتخبات ليست بتلك القوة التي كنت نعتقدها «والكلام بناء على مباريات الدور الأول حصراً»، ونتمنى فعلاً أن يتمكن واحد من السبعة، أو حتى اثنان من الوصول إلى النهائي، ليعود اللقب الذي غاب عن خزائن العرب منذ 2007، يوم توج العراق به، وكان النهائي عربياً عربياً بامتياز.