ما يقدمه فريق دبي في مسابقة دوري المحترفين هذه الأيام، هو شيء لا يتكرر كثيراً، فقد صنع المعجزة وفعل في الجولات العشر الماضية ما لم يفعله عتاولة الفرق في دورينا، تلك التي تزين بالنجوم قمصانها، وتلك التي تتباهى بما أنفقت وبما تضمه في صفوفها من أسماء تعاقدت معهم بملايين اليورو، وبمدربين أنهكوا خزائن هذه الأندية ولم تحقق فرقهم النتائج المطلوبة. خلال الجولات العشر الماضية لم يتفوق على دبي سوى فريق واحد هو الجزيرة بطل الكأس، والذي لا يفصله عن لقب الدوري سوى ثلاث نقاط، أما بقية الفرق فكلها تنظر إلى فريق دبي بعين الغيرة والإعجاب، ومن فريق قبل عشر جولات كان يحتل المركز الأخير برصيد خالٍ من النقاط إلى فريق بنهاية الجولة الماضية يحتل المركز التاسع بعشرين نقطة، فهو جهد جبار قام به جميع المنتمين إلى هذا الفريق، يستحقون عليه الإشادة والتصفيق. جمع دبي خلال الجولات العشر الماضية 20 نقطة ويأتي خلفه فريقا بني ياس والشباب بـ 16 نقطة لكل منهما، ثم النصر والاتحاد بـ 13 نقطة لكل منهما، ثم الوصل والشارقة بـ 12 نقطة لكل منهما، ثم الوحدة والأهلي بـ 11 نقطة لكل منهما، ثم العين بست نقاط فالظفرة بخمس نقاط. إذن كيف فعل دبي ما عجزت عن فعله تلك الفرق بمدربيها وأجانبها وبالألقاب التي تزخر بها خزائنها، وكيف جاء ذلك المدرب الشاب جونيور ليتفوق على أقرانه من المدربين، وهو الذي قيل أنه مدرب لياقة بدنية وليس لديه ما يملكونه من شهادات وخبرات تدريبية، ومع ذلك فقد أثبت أنه مدرب بدرجة خبير في التعامل مع نفسيات اللاعبين ورفع من روحهم المعنوية التي كانت في الحضيض قبل عشر مباريات، وها هي تلامس السماء في هذه الأيام. لم يخرج دبي من المأزق ولم ينج من صراع الهبوط فلا تزال المهمة مستمرة على الرغم من وجوده على مقربة من فرق الوسط، ولو استمر دبي في مسيرته، وبالطريقة التي يتعامل بها اللاعبون مع المباريات، فلا أستبعد أن ينهي المسابقة في مركز متقدم، فهو قريب للغاية ولا يبتعد عن الخامس سوى بفارق ثلاث نقاط. معجزة دبي كانت رداً قاسياً بحق من قالوا قبل عشر جولات أنه لا فائدة من زيادة عدد الفرق، وضربوا المثل في غير محله أن دبي الصاعد لم يحصل على أي نقطة، وأصدروا حكماً متسرعاً بحتمية هبوطه ولم يفطنوا إلى أن كرة القدم ومبارياتها ونتائجها لا تحسم سوى بصافرة النهاية. Rashed.alzaabi@admedia.ae