الإمارات والفن السابع
قصص النجاح التي سطرها فنانون مواطنون خلال السنوات الماضية، من خلال إخراج أفلام قصيرة تناقش العديد من القضايا المحلية، ما كان لها أن ترى النور لولا مسابقة أفلام من الإمارات التي أتاحت المجال لهؤلاء لإبراز ما لديهم من مواهب من خلال مشاركة هذه الأفلام التي أبدعوها في المهرجانات التي استضافتها الدولة خلال السنوات الماضية، والتي يأتي في مقدمتها مهرجان الشرق الأوسط السينمائي، الذي تستضيفه أبوظبي، وكذلك مهرجان دبي السينمائي الدولي الذي انطلق الأربعاء الماضي وهي المهرجانات التي تضع مدن الدولة في بؤرة اهتمام صناع ومنتجي السينما في العالم، من خلال ما تستضيفه من مبدعين في كل المجالات.
ففي مسابقة «أفلام من الإمارات» التي نظمتها العاصمة أبوظبي في عام 2002 كانت البداية الحقيقية لهؤلاء المبدعين، وخرجت أعمالهم إلى النور بعد أن حصدت العديد من الجوائز في هذا المهرجان، وتبعته مشاركات خارج الدولة حصدت المزيد من الجوائز.
وكانت البداية مع الجوائز عبر فيلم» طوي عشبة»، وتبعتها تجارب أخرى جادة بينها «حارسة الماء»، و«بنت مريم» و«أحمد سليمان» (فيلم تسجيلي) و«سماء صغيرة»، و«فستان»، وغيرها من الأعمال التي حملت رؤية فنية جديدة لشباب أثبتت مواهبهم قدرة إبن الإمارات على المنافسة في دنيا الفن السابع.
لقد أوحت هذه المشاركات لفكرة مشروع مهرجان الشرق الأوسط للسينما الذي تبنى إنتاج الأفلام، وجعل من العاصمة أبوظبي قبلة لآلاف الفنانين من كل أنحاء العالم، كل ذلك بعقول مواطنة ومواهب كشفت عن مدى قدرة هؤلاء المبدعين على التحدي.
وما لا يعلمه القارئ أن كل هذه الأعمال الفنية الكبيرة أنتجها الشباب بالجهود الذاتية لهواة في صورة محترفين، استطاعوا بكاميرات صغيرة حصد العديد من الجوائز في مهرجانات مسقط وعمان وبغداد خلال السنوات الماضية، إلى جانب الكشف عن مواهب في مجال الكتابة السينمائية التي يشار إليها بالبنان مثل أحمد سالمين و محمد حسن وآخرين، ومن يدري فربما تصبح أسماء مثل وليد الشحي وعبد الله حسن وسعيد سالمين ونواف الجناحي وغيرها أسماء كبيرة في دنيا الفن السابع.
هكذا تبدأ القصة بعناصر قليلة نسبياً، ثم لا تلبث أن تتطور وتنمو حتى تملأ المشهد بكل عناصر الإدهاش المممكنة، وهكذا يتحول الإبداع إلى نار مباركة تسري في هشيم الرؤى فيسلس المسار و يحلو المسير.
إبراهيم العسم