الأسرة أولاً
الاهتمام بالأسرة، اهتمام بالإنسان، واهتمام بالوطن، وانتباهة واعية بمستقبل ومصير أجيال قادمة، فالأسرة فلك تدور من حوله جل معطيات النمو والتطور، والصحة النفسية والاجتماعية، والثقافية والاقتصادية لوطن يتكئ على أركان راسخة، وواثقة وثابتة ثبوت الجبال على ترائب الأرض، وكلمة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، في المؤتمر العلمي الدولي الثامن للكلية الملكية لأطباء التوعية تأتي في سياق اهتمام المسؤولين وأصحاب القرار في بلادنا، بالأسرة ككائن حي، يجمع أفراداً ويؤلف علاقات، ويبني أنساقاً اجتماعية، تصب في نهر الوعي الحضاري الذي انتهجته بلادنا منذ نشوئها، إيماناً بأهمية الأسرة، ودورها الريادي في صياغة وصناعة مجتمع متكاتف، متآلف ومنحاز دائماً نحو الإنسان، كونه العمود الفقري، والركن الأساسي لأي تطور اجتماعي، وبناء المدارس النموذجية، وتأسيس المستشفى المتكامل، أدوات وكوادر وتوفير الخدمات اللازمة للإنسان ونسج خيوط ثقافة التسامح، والتواصل بلا فواصل، وتكريس حب الانتماء، والانضواء ضمن منظومة متكاملة اسمها الأسرة، كل ذلك صناعة إماراتية، خالصة من عيار ثقيل، دأبت القيادة منذ البدء على تجذيره في الوجدان وتطويره في ذهنية الإنسان الإماراتي.
الأمر الذي جعل هذه الدولة تسير بخطى واثقة، وتمضي باتجاه المستقبل، بدون هنات أو زلات أو عثرات، فالتطور التكنولوجي إذا لم يلازمه، ويساويه ويوازيه في القوة والاتجاه، مساحة خضراء واسعة في وجدان الإنسان، فإنه لا محالة يصبح مجرد أكوام من الرمل، تذروها رياح التغيرات والتبدلات، وهذا ما تعيه القيادة، ويستمر على نهج التوازي والتلازم، والتواؤم، والتلاؤم، والانسجام بين خطى النمو والتطور، الإنسان والمادة، فالإنسان المتصالح مع نفسه والآخر يستطيع أن يواكب ركب الحضارة، بكل جدارة واقتدار، ويستطيع أن يخطو خطوات لا تقبل الزلل، ويستطيع أن يحقق طموحاته وآماله، بنجاح وفلاح، وصلاح، ويستطيع أن يبني أسرة، مجتمعاً، ووطناً، لا تشوبه أي شائبة، ولا تنكده أي خائبة، الإنسان المتعافي من درن الأمراض الاجتماعية، والبدنية، هو إنسان متكامل، متواصل مع الحياة، بقدرات تحقق له ما يريد، وتنجز مشروعه الحضاري، بأمان واطمئنان، واستقرار، وإنسان الإمارات هو هكذا، قوي بعلاقاته الأسرية، شامخ بانتمائه لهذه الأسرة.