صحوة المدرب العربي
منذ زمن ليس بالقليل والمدرب العربي يكافح لكي يجد له مكاناً تحت الشمس.
كانت الدعوة لتولي المدرب العربي في السابق تنطلق من مفاهيم عاطفية اللهم إلا نماذج قليلة كانت تختلط فيها القدرة بالدراسة.. وكان المدرب القدير محمود الجوهري نموذجاً لتلك الفئة.. وهذه الأيام تغيرت الحال .. فمن السهل عليك أن تشهد صحوة للمدرب العربي المتعلم القادر على منافسة المدرب الأجنبي إن لم يتفوق عليه.. وإذا كنا نذكر المدرب الوطني عبدالله صقر دائماً بالخير من منطلق أنه أول مدرب إماراتي يحترف سلك التدريب في الزمن الصعب.. فإننا في الآونة الأخيرة نشهد انطلاقة محسوسة لنخبة من المدربين الإماراتيين ومن بينهم مهدي علي الذي برز نجمه بقوة وهو يقود منتخب الشباب في مونديال كأس العالم بمصر بثبات ونجاح.. الأمر الذي دفع نادياً كبيراً في حجم الأهلي إلى التعاقد معه لكي يقود فريقه في الدوري المحلي.. والأكثر من ذلك أن يقوده في بطولة العالم للأندية التي انطلقت بالعاصمة بالأمس. ومن النماذج العربية الواضحة حسن شحاتة مدرب المنتخب المصري الذي قاده لبطولتين قاريتين متتاليتين ووصل به إلى مباراة فاصلة في تصفيات المونديال إلى جانب رابح سعدان الذي قاد منتخب الجزائر لنهائيات كأس العالم 2010.
ومساء أمس الأول أقيم أشهر ديربي عربي بين الأهلي والزمالك بمصر وقاده مدربان وطنيان هما حسام حسن للزمالك وحسام البدري في الأهلي وهذا يحدث لأول مرة بمصر وفي الناديين الكبيرين.. وفي تقديري أن المدربين قدما مباراة تكتيكية على مستوى رفيع ينبئ أننا بالفعل على مشارف تحولات جذرية في النظرة للمدرب الوطني.. وكان ملفتاً حقاً ما قدمه المدرب حسام حسن على وجه الخصوص حيث استطاع بشهادة كل المحللين والخبراء التغيير بشكل كلي لطريقة لعب الزمالك في ظرف أيام معدودة وقاده بنجاح ملحوظ أمام منافسه التقليدي لدرجة أن الزمالك لم يقدم هذا المستوى منذ سنوات طويلة في مواجهة التفوق الأهلاوي. إن هذه المباراة تحديدا شهدت مولد نجم مدرب جديد هو حسام حسن بعد أن كان نجما لسنوات طويلة في سماء الكرة المصرية.
آخر الكلام
أعجبتني آراء المحللين المصريين الذين أجمعوا على أن زمن المدرب الأجنبي لمنتخب مصر قد ولى إلى الأبد وكان الكلام ينصب على المنتخبات الوطنية على وجه الخصوص.. وشخصياً أؤيد هذا الاتجاه تماماً وأتوقع في غضون سنوات قليلة أن يتولى مهدي علي تدريب منتخب الإمارات الأول وحسام حسن تدريب منتخب مصر الأول.. والأيام بيننا.