مائتا جنسية واثنتان، فسيفساء بشرية تلون المشهد السكاني في دولة الإمارات والجميع يعيشون في أمن وأمان واطمئنان، تلفهم الأرض بالحنان والسماء تمطرهم نبث التلاؤم والتواؤم والتلاحم والتفاهم والانسجام بلا احتدام أو الوقوف على عتبة معتقد لنهر معتقد آخر، أو الاتكاء على أريكة ثقافة والسخرية من ثقافة أخرى·· الإمارات واحة للثقافات تنمو على أرضها أزهار القيم والأفكار الإنسانية في فضاء مطلق لا تحده عقدة، ولا ترده فكرة متزمتة، الأمر الذي جعل بلادنا تنعم بخير الحب ويستريح أهلها على ربوة الخيلاء والبهاء والصفاء وسنا الرؤى التي أبهرت العالم وخلبت ألبابه، صارت الإمارات قبلة لعاشقي الانسجام مع النفس والتصالح مع الآخر·· في الإمارات المسجد لم يطرد المعبد ولا الكنيسة بل إن المبدأ هو لكم دينكم ولي دين، لذلك تمت الثقافات المتعددة وتشعبت وسمقت وبسقت وترعرعت وأزهرت وأينعت وحققت وحرصت عليه المادة 32 من دستور الإمارات الذي ينص على تأكيد احترام الأديان وثقافة الآخر، بل ورعايتها والاهتمام بها وتوفير كل ما نحتاجه من سبل البقاء والنماء· وعندما تأتي الإشادة من تقرير دولي بسياسة التسامح في الإمارات فهذا يعني تأكيداً لما حققته الإمارات في مجال الرعاية الصحية لثقافة الآخر والالتفاف حولها والتماهي معها والتباهي بأهمية هذا التكاتف البشري والتعاضد من أجل عالم يسوده الحب من أجل عالم ينبذ البغض ويبغض النبذ ويسير باتجاه حلم الكون الواحد والثقافة ذات ألوان الطيف تشكل وجه الإنسان وترفع من عذوبة لسانه·· التقرير يؤكد مدى مكانة الإمارات في عيون العالم ولبه، ومدى تفوق الإمارات على كل الزلات والهنات التي هزت كيان العالم إلا أن بلادنا لم تتحرك يوماً إلا نحو تأسيس ثقافة كونية إنسانية متعافية متشافية متحررة من أدران الوهن والتوعك والتصعق·· بلادنا تجاوزت حدود المكان الجغرافي منذ زمن واستطاعت أن تحاذي الآخر وان تقف إلى جواره دون ضجيج أو عجيج، بل إنها مدت اليد للمدى البعيد فامتدت شجرة وارفة الظلال تقاطرت على أغصانها طيور الدنيا تنشد الحب والأمان وتطلب الهوى والهواء·· على أرض الإمارات نسجت خيوط الحرير البشرية وأنجزت الزخرفة اللونية باتقان وتمكن وقدرة فائقة على ضبط السيمفونية البشرية ووضع إيقاعها الإنسان ضمن السياق الإماراتي وثقافة المكان - لهذا السبب جاء التقرير الدولي منصفاً صحيحاً عن دور الإمارات في تحقيق المساواة والعدل وترسيخ أواصر المحبة بين جميع الأديان والثقافات والحضارات وبناء مجتمع متكامل من ألوان وأصناف وأطياف البشر، لتكتمل حلقة الكون على أرض الإمارات دون نظريات أو قعقعة شعارات·· بل هي فطرة الصحراء الممتدة على مد البصر·