جمعيات حقوق الإنسان التي لم تترك شاردة ولا واردة، بحق أو بباطل، تحدثت عن كل قضايا الكون، الغارب منها والهارب، وحتى ما وقف منها على اللحية والشارب، لكن هذه الجمعيات نفسها لم ترفع صوتاً ولم نسمع لها صيتاً عن قضية تمس الإنسان وتقض مضجعه، ومهجعه، لم نسمع لهذه الأبواق التي تصدح ليل نهار في الفضائيات المشؤومة والمذمومة وتفرح وتمرح وتصدح، وتجرح في كثير من الأحيان·· نقول لم نسمع لهذه الجمعيات التي جعلت من نفسها وصية على الأوطان، ونصّبت نفسها محامياً مدفوع الأجر قبل طلوع الفجر، لم تقل شيئاً عن قضية وطن سُلب حقه ونُهب ترابه، قضية جزر الإمارات لم يعد لها مكان في قاموس جمعيات حقوق الإنسان، وقادة التفكير أسير الأهواء والإغواء، والإفتاء فيما لا ينفع ولا يشفع·· جمعيات فقط تتكلم عندما يُنفخ في كيرها من قبل جهات ذات مصلحة، جمعيات تصمت وتصمت ولا تنطق إلا كفراً وفجوراً وتمادياً على سيادة الدول وحقوقها الشرعية في تسيير أمورها· حتى أننا صرنا نقول: لقد تشابه علينا البقر من شدة التشويه والتسويف والإسفاف والاستخفاف في التعاطي مع القضايا الإنسانية، جمعيات عندما تتعثر نطيحة تقول ارصفوا لها الطريق، لكن عندما يشب حريق في مكان من أماكن الدنيا وعندما يفرض الظلم على البشر فهذا لا يعنيها·· وإلا لماذا سكتت هذه الجمعيات عندما فعلت إيران ما فعلت على أرض الجزر المحتلة، أليست هذه الجزر ملكا لبشر وجزءا لا يتجزأ من تراب دولة، ما ساومت يوماً ولا قايضت أحدا ولا ساهمت ولا مدّت اليد إلا من أجل نشر السلام والوئام في العالم أجمع، دون تفريق بين شرق أو غرب، هي دولة الحب سارت على الدرب من أجل عالم يسوده السلم والاستقرار والأمن، والأمان والطمأنينة، ولكن يبدو أن هذه الجمعيات تعمل بالريموت كونترول، وتتحرك أتوماتيكياً بيد خفية تعمل في الظلام، هدفها البلبلة والزلزلة وإشاعة الفوضى في العالم، حتى في الدول التي عملت على رفع راية الانسجام بدون احتدام· أما أصحابها وأفرادها فإنهم يتحركون بوازع من عقد النقص ومركبات الدونية الفجة، هؤلاء أرباب الجمعيات سعوا إلى الشهرة وانتشار الصيت عبر فضائيات عمدت دوماً صراع الديكة، وحلبات الثيران الإسبانية، ولم تعرف يوماً الحديث الحق أمام طغيان جائر·· جمعيات حقوق الإنسان تبدو كسيحة نطيحة لا تروم إلا إلى نبش القبور، وتوعد الناس بالويل والثبور إذا نعق غراب عند آخر الثغور·· جمعيات حقوق الإنسان عربات فارغة ضجيجها عال وخرجها خال·· من المعنى والمضمون· جمعيات حقوق الإنسان في ساعة الجد بلا عين ولا أذن ولا لسان·· خرساء صماء عمياء·· جمعيات حقوق الإنسان، تبيع الحقوق وتكذب على الإنسان وصوتها مجرد طحن بلا طحين