فرحة شاملة عمت ربوع الوطن الحبيب في الأيام الماضية، عسى الله أن يديمها على الإمارات حكومة وشعبا، ويحفظ لنا بلادنا العزيزة التي قدمت لنا الكثير، لكل من يعيش عليها سواء كان مواطنا أو مقيما. وكلنا يدري حجم المسيرات الاحتفالية التي انطلقت بهذه المناسبة الغالية، وشاهدنا الكثير من أساليب التعبير التي مارسها المحتفلون، وبعضها كان بالتزمير، والأخرى كانت بالتفحيط، والبعض بنثر الأوراق والقصيصات بكثرة في الشوارع، وبعضها باستخدام بعض الأصوات التي يستخدمها عادة المشجعون لمؤازرة منتخباتهم، كل تلك المظاهر والأفعال لم تقدم للإمارات شيئاً جديداً، بل بالعكس امتلأت بعض الشوارع بالمخلفات التي تركتها سيارات المسيرة، والتي تحتاج لعمليات تنظيف واسعة حتى يعود بريقها كما كان بالقبل. أشكرهم على شعورهم الطيب، وحبهم لبلدهم ولكن دعونا نفكر قليلاً، هل كل ذلك يساهم في تطوير الدولة، أو يساهم في رفعتها، لطالما أن الممارسات لم تقدم سوى المخلفات في شوارع بعض المدن. نعم صحيح أن المسيرات الشعبية الاحتفالية هي تعبير عن فرحة الشعب بالمناسبات والأعياد الهامة، ولكن حينما يصل الأمر الى تفحيط وتدمير وخلق ضوضاء وعشوائية في الشوارع فتلك ممارسات لا نريدها ولا يسعنا تشجيعها، ودعونا نبحث عن شيء آخر للتعبير من خلاله عن فرحتنا بالمناسبات والأفراح. حينما اسأل أي فرد يعيش علي أرضها ماذا قدمت لك الإمارات؟ تكون إجاباتهم دائماً الكثير والكثير، وتعجز ألسنتهم دائما عن حصر الأمور التي قدمتها لهم الحبيبة، وعندما اسألهم ماذا قدمتم للإمارات؟ أرى في عيونهم إجابات ناقصة ومتقطعة لأننا بالفعل نحتاج لتقديم المزيد للوطن وبذل الغالي والنفيس من أجله ومن أجل تقدمه ورفعته. ينبغي علي الشباب في هذا المجتمع الكريم، أن يحافظوا على ما تم تحقيقه من مكتسبات، والتفكير في الإنجاز، وتحقيق النجاح، كل منا في عمله وفي تخصصه، والعمل حتى آخر لحظة من العمر فيها والجد والاجتهاد والإخلاص وبذلك نكون عبرنا بفرحتنا لدولتنا الفتية. لا شك أنَّ حب الوطن يسيل في عروق أبنائه بمحاذاة الدماء التي هي وسيلة الحياة وعنوانها، ولا يناقش أحد في كون أبناء الإمارات يرون في بلادهم الفتية الشامخة عنواناً للعزة والفخر، وموئلاً للتضحيات التي تقدم بغير حساب، لكن من الضروري أن يكون التعبير عن الحب من طينة الحب نفسه، فيتفادى كلَّ ما من شأنه أن يخدش صورة الحبيبة التي نريدها دوماً زاهية شامخة، لا تشوبها شائبة حتى لو كانت من فعل المحبين. حمد الكعبي