ثوابت “التمكين”
في كلمته الشاملة بمناسبة اليوم الوطني الثامن والثلاثين أكد قائد المسيرة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على ثوابت مرحلة التمكين التي اطلقها سموه، وجاءت الكلمة السامية تضيء الدرب، وتنير الطريق على ذات النهج الراسخ الذي تمضي فيه وبه إماراتنا الغالية نحو معارج المجد والرفعة، وهي تزهو بما حققت لأبنائها من رغد العيش والرفاهية والتقدم والازدهار، والمكانة الرفيعة التي تحققت لهذا الصرح الشامخ الذي نعيش هذه الايام فرحة عيده الثامن والثلاثين.
حملت الكلمة السامية طمأنة للجميع بأن اقتصادنا الوطني قوي يمضي بثقة في مساره، غير مكترث بما يتردد هنا أو هناك. ليس ذلك فحسب بل حملت الكلمة تأكيداً بأن الارادة القوية والتصميم لن يسمحا بأن تؤثر في مسارنا الأزمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بالعديد من الاقتصادات في مناطق شتى من هذا الكوكب.
وحملت الكلمة السامية مقدار الثقة التي يوليها قائد مسيرة الخير لإنسان هذا الوطن المعطاء، وسموه يؤكد بأن ”إطلاق الاستراتيجيات وتطوير التشريعات وإنشاء المصانع وتعبيد الطرقات وتأسيس الجامعات ليست غاية في حد ذاتها ولا هي المقصد، فالغاية هي بناء القدرة الوطنية، والمقصد هو إطلاق الطاقة البشرية من أبناء الوطن وتوجيهها نحو آفاق التميز والإبداع”.
ان الاعتناء بالانسان كان دوما موضع اهتمام ورعاية من لدن قيادتنا الرشيدة التي حرصت على تسخير وتوفير كل الامكانيات والموارد له باعتباره اساس الانطلاقة التي تقوم عليها البلاد. ومن هنا كانت كل البرامج والخطط تتمحور حول العنصر البشري وشحذ هممه واطلاق قدراته وتعبئة طاقاته. وقد ارتبط ذلك بإيلاء التعليم والتأهيل والتدريب أهمية خاصة. وفي ذات الرهان ايضا على الإنسان احتل الاهتمام بتمكين المرأة أهمية خاصة لمسنا الشواهد التي قامت عليها ما وصلت إليه المرأة في بلادنا في مختلف المجالات.
ومن هنا كانت دعوة قائد المسيرة في خطابه السامي الى “طرح المزيد من المبادرات لتعبئة الطاقات الوطنية الشابة والارتقاء بقدراتها واستنهاض قيم العمل فيها، ووضع الشباب في صلب العملية التنموية وتفعيل قوى المجتمع كافة وإعادة تشغيل القوى المعطلة ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة، وضبط مؤسسات التنشئة والتثقيف والإعلام لتكون نبضاً حقيقياً للمجتمع وتمكين المرأة لتأكيد الثقة في إمكاناتها كفاعل أصيل في كل مجالات العطاء والعمل” . مؤكدا سموه على ضرورة “المضي في تحديث المؤسسات وإعادة هيكلية الممارسات بما يحقق الطموح بالعيش في مجتمع يسوده العدل والمساواة”.
واذا كانت كل حلقة من حلقات المجتمع ودوائر البلاد معنية بالجزئية المسؤولة عنها في ترجمة ما ورد في الخطاب السامي، فإننا كاعلاميين مسؤولون عن الالتزام بدعوة سموه للمؤسسات الاعلامية “لتكون نبضا حقيقيا للمجتمع”، وهي تحمل في طياتها ترسيخ الشفافية على كافة المستويات والصعد. باعتبار ان الممارسة الشفافة من ادوات تعزيز مكتسبات مسيرة الخير، وصونها من اي عثرة.
لقد كانت كلمات من نور وضياء، وخليفة الخير يبحر بنا نحو آفاق رحبة من آفاق “التمكين”، بعد “التأسيس” الزاهي، نعبر به ومعه نحو الآتي الأجمل، و”عمار يا داراً حكمها خليفة”.