اللقطات التي وردت من حفل القوات المسلحة أمس الأول، في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بتخريج الدورة الصيفية العسكرية الأولى لطالبات المدارس، لم تكن مجرد لقطة لولي أمر يشهد تخرجاً مدرسياً، وإنما حملت صور مشاركة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، العديد من الدروس، وكانت نبراساً يقتدى، وسموه يتقدم الحضور محتفياً بتخرج كريمته وحفيدته مع مجموعة من قرائنهما الطالبات. لعل في مقدمة الدروس وجود مثل هذه الدورات التي جاءت تلبية لرغبات عشرات الطالبات اللاتي أعربن عن تطلعاتهن للمشاركة فيها، والاستفادة من البرامج التي تؤكد قيادتنا الرشيدة على توفيرها بهدف حسن الاستفادة من أوقات الفراغ بما فيه صالح الفرد والمجتمع والوطن. كما حملت من الدلالات والمعاني ما يؤكد ويجسد صورة متجددة من صور ومواقف تعبر عن مدى قرب قيادة الوطن من أبنائهم المواطنين ومشاركتهم لهم في ذات البرامج التي تعبر عن التلاحم الوطني وعمق وقوة الانتماء للإمارات والولاء للقيادة. ونحن نشهد زهرات من إمارات المحبة والعطاء تتقدمهن كريمة الشيخ محمد بن زايد وحفيدته، وفي عز فصل الصيف وحرارته العالية ورطوبته المرتفعة ينخرطن في دورة عسكرية، ويستعرضن مهاراتهن القتالية وقدراتهن في فك وتركيب السلاح إلى جانب قواعد الضبط والربط العسكريين. زهرات تلقفن كلمات أبي خالد عندما خاطب أبناءه من مجندي الخدمة الوطنية في معسكرهم التدريبي مارس الماضي بأن «حماية الوطن والدفاع عنه فرض على كل أبناء الوطن»، وطن يسهم اليوم بكل قوة في إرساء دعائم الأمن والاستقرار في منطقة مضطربة، ويقدم للعالم تجربة ملهمة في البناء وإسعاد مواطنيه. كانت صوراً من ألق ووهج الحرص الأبوي وروابط ووشائج الأسرة الواحدة في «البيت المتوحد»، سياجه ودرعه الحصين، هذه الروح الوثابة للذود عن ترابه الطاهر، ولحمته الوطنية العصية على الاختراق. صور زاهية تتوارى أمامها خجلاً مظاهر الدعة والكسل التي يبررها البعض متذرعاً بالصيف، وأولئك الذين يُحملون أنفسهم ما لا طاقة لإمكانياتهم بها فقط من أجل السفر للخارج. وكانت صوراً من تواضع الكبار، أهل النايفات والهمم العالية، والأعمال الجليلة «فيا كبر حظ الإمارات بهم، ويا كبر حظهم بالإمارات» حفظهم الله وحفظها «دوم شامخ علمها» بسواعد أبنائها وبناتها وكل من تشرف بالانتماء إليها. ali.alamodi@alittihad.ae