عندما تتأمل شوارع المدن الجميلة، تطير نفسك فرحاً بالصباحات الجميلة والأزهار المتفتحة، شوارع بديعة تزينها الخضرة والأشجار والورود والظلال والمحطات البديعة، لا تمل السير في تلك المدن، إنها مشاريع لحب الحياة ونمو البلد وتطور العمران، والعيش بهدوء وسلام وتآلف مع الناس جميعاً، وهذا ما نلخصه في مدننا الجميلة. إن الطواف على سواحل الإمارات وبحارها البديعة المهيأة للفرح تجعل أوقاتك في غاية السعادة، لاشيء يوازي جمال وروعة شواطئ مدينة أبوظبي، أو دبي أو خورفكان ودبا، بل إن كل مدن الإمارات رائعة الجمال، حتى المدن الداخلية، منها مثل العين ومناطق أخرى، كل فصولها مزهرة وعامرة بالورود والحدائق الرائعة، بل إن مدن وعواصم خليجية أخذت من تجارب الإمارات الزراعية والاهتمام بالطرق والساحات والحدائق لتضفي على حياة تلك المدن روح المدينة المحبة للسلام والمحافظة على الأمن والأمان. مدن الخليج العربي ظلت أعوامًا طويلة مدناً للفرح والحياة الكريمة، ولكن زارع الخراب والحروب وغراب الشمال لا يرغب أن يعيش الإنسان العربي بسلام وأمان ومحبة. بعد أعوام من العمل والبناء والنأي بالنفس عن الحروب والتدمير وتصدير الأفكار السامة، جاء الغراب ليبيض في أماكن مختارة، ذلك الغراب الذي سوف يأتي ليقود جيوش لا تقتل غير العربي.. هذا الصوت جعل أفواجاً كثيرة وأقواماً عديدة تنهض ضد دعوات ذلك الغراب لإشعال الوطن العربي بالحروب والدمار والأفكار السوداوية، ولا يرغب أعداء العرب إلا بذلك. ما أبعد المسافة بين زارع الأزهار وزارع الحروب، مدن عظيمة وحضارية في اليمن والعراق والشام ولبنان ومصر وليبيا، نالها الكثير من دعاة الدمار والحروب والسوداوية في الرؤية والأفكار العقيمة. وحده المجوسي غراب الشمال الرابح من كل هذا الخراب والتدمير. إننا نحتاج أن نعرف عدونا جيداً، وأن نعرف مصلحة أوطاننا، وأن لا تخدعنا الدعوات الكاذبة باسم الدين والمظلومية التي اشتغل عليها غراب الخراب طويلاً.. وفي محيط بهذا السوء وهذه النيات والعمل المبرمج الذي ينسج خيوطه غراب الظلام، لابد أن ينال الخليج العربي الشيء الكثير إذا غابت الحيطة والحذر. الجميل أن تكون حاضر الوعي، تعمل وتزرع وتعمر وتبني، وكذلك تعد عدتك التي تجعلك حارساً لمنجزاتك الرائعة وعملك الجميل، لنزرع الشوارع أزهاراً وورداً وأشجاراً ونزين المدن، ونعدها للفرح، بعيداً عن الحروب والخراب.