نُبارك لأنفسنا، نهنئ الوطن بهؤلاء الذين توجوا الوطن بروعة النجاح، ونشيد الفلاح، وأكدوا أن السهر على قراءة كتاب لهو نور من أنوار السماوات، تسقطها العين على النون والقلم ليصبح الحلم أكثر ضياءً وأكثر اتساعاً وبمساحة توازي مساحة قلق الأهل وشغفهم ولهفهم على عبور هؤلاء الأشبال ضفة النهر الأخرى والوصول إلى النجود والمروج وباحات العشب القشيب وساحات الطموح الرحيب.
نُبارك للناجحين الذين صنعوا النجاح، بعد كد وجهد وبعد ساعات من العمل الجاد، والبذل بسخاء لأنهم يعرفون جيداً أن الدنيا ومطالبها لا تؤخذ بالتمني، وإنما هي ثمرات لا تقطف إلا بالتعب، والصدق والإخلاص.. نُبارك لهم، لأنهم أفرحونا ومتعوا الوطن بالدرجات العلا وأبهجوا كل محب للنجاح، وكل معتنق لعقيدة أن الأحلام الوردية لا تسقى إلا بعرق واحتراق دماء.
نُبارك لهؤلاء لأنهم صناع قرار المستقبل، وقادة وطن، ورواد علم وفلاسفة فكر وأسياد ساحات وباحات وواحات.. نُبارك لهم، لأنهم شرفوا أهلهم بعد أن أجلوا كل وسائل المتعة والراحة وانهمكوا في الدرس والتحصيل فلم تلههم مباريات كأس العالم ولا المسلسلات التركية ذات التفاصيل المملة، والتي لا تغني ولا تثري.. نُبارك لهم لأنهم حكموا عقولهم، عندما احترموا المدرس فانتبهوا لما يقوله، ولما يشرحه وقدروا جهده لأنه حامل الرسالة الإنسانية التي تستحق التكريم والاحترام.
نُبارك لهم لأنهم قدروا قيمة الكتاب المعنوية والمادية فاحتضنوه بود وضموه إلى صدورهم واستوعبوا ما يحفظه بين دفتيه، ولذلك لم يخنهم ولم يخذلهم ولم يتنكر لهم فأيدهم بالنجاح وساندهم بالتفوق ومنحهم ما يريدون.
نبارك لهم وهم الآن الذين يستحقون التقدير والاحترام والإجلال وهم الآن الذين يستحقون أن تتلقفهم المؤسسات والدوائر والوزارات، والهيئات والجامعات وتكون معهم صادقة ولا تحبط معنوياتهم بعد كل هذا الزخم من الدوافع من أجل الوصول إلى الهدف المنشود.. نقول إن كل المؤسسات في البلد مطالبة الآن بأن تفتح الأبواب والنوافذ لهؤلاء الشباب ونقول لهم مرحباً بكم بين أهليكم وألا توصد في وجوههم أي منفذ لأنهم يستحقون الاستقبال، لا الإهمال، يستحقون الابتسامة الصادقة ولا داعي للوجوه المكفهرة التي نصادفها في بعض الجهات.. هؤلاء الآن سوف يلجون الأمكنة بحثاً عن ملاذ يحقق طموحاتهم لذا لا نتمنى أن يتعبهم البحث ولا نتمنى أن يشقيهم السؤال.. هؤلاء أبناؤنا صدقوا كما وعدونا ويجب أن تفي المؤسسات الأخرى بالوعد، وتقدم لهم كل ما يحتاجون والبلد بخير والحمد لله مع أمنياتنا للجميع بالتوفيق والنجاح وللوطن الصلاح بأبنائه.


marafea@emi.ae