سياسة الإمارات الخارجية ظلال على الواقع
علي أبو الريش
في زمن الاستقطابات والاصطفاف والالتفاف السياسي الذي يلف العالم، تقف الإمارات منفردة متفردة بعلاقات تكافؤ واحترام لا يخضع أبداً لأجواء مغبرة وضبابية.. الإمارات تخطو بخطوات واثقة وثابتة باتجاه تأسيس قطب الكون متكئاً على أوتاد المحبة، والاعتزاز المتبادل.. الإمارات تقف على خارطة العالم شجرة خضراء وارفة الظلال، وعلى أغصانها تغرد طيور المحبة فاردة أجنحة الوفاء والانتماء إلى عالم بلا ضغينة، عالم من دون شوائب وخرائب سياسية، عالم يحكمه العقل، ويحمي مصير أطفاله قلب بسعة الفضاء العالمي.. اليوم بهذه الحنكة السياسية والفطنة في التعاطي مع الآخر، نجد بلادنا تأخذ شهادة الامتياز في المحافل الدولية، ويتهافت العالم نحوها لتأسيس شراكات اقتصادية وثقافية، وقيمية إيماناً من هذا العالم أن الإمارات مهبط السلام والوئام، وهي سهل العشب القشيب الذي عند خيوطه اليانعة ترفل فراشات الحياة بالحب، وشغف الانتماء إلى كون يفيض بالأمان، ويمتلئ بالإنسانية المنتمية إلى تاريخ واحد وحضارة واحدة.. اليوم شعوب من أقصى القارات ومن أدناها، تصبو إلى بلادنا وتهفو إلى الوصول لمياهنا الدافئة، فيطيب لها المقام عندما تجد الوئام القاسم المشترك الذي يجمع الأعراق والأديان، والكل يمشي على أديم الأرض بأقدام واثقة الخطى آمنة مطمئنة، والقلوب منشرحة فرحة، وهي تعزف نبضاتها على أرض السعادة.. هذا الواقع الإماراتي المزخرف بألوان السعادة مهد الطريق واسعاً لسياسة خارجية رصينة رزينة أمينة، تحقق مشروعها الحضاري بكل ثبات وقوة، وتنجز عملها السياسي بنجاح منقطع النظير.. فالزائرون يهطلون على أرضنا كنثات المطر، فتخضر قلوبنا كما يزدادون هم صفاء ونقاء عندما يقفون هذا الصرح العظيم الذي اسمه دولة الإمارات العربية المتحدة، يجدون أنفسهم ويحققون ذواتهم، ويؤكدون وجودهم، لأنهم بين أيد أمينة وعند أعطاف قلوب ما عرفت غير الحب، وما نبضت إلا بالسلام عليكم.