لا اعتقد أن أحداً يختلف معي على الإزعاج الشديد الذي تسببه الـ «فوفوزيلا»، صواية النفخ الأفريقية التي «دوشتنا» في كأس العالم الحالية ونغصت علينا متابعة المباريات والاستمتاع بها.
ما يدفعني للكتابة عنها الآن بعد مرور أسبوعين على انطلاق المونديال الأفريقي، هو أنني اكتشفت مؤخراً حقيقة الإزعاج الشديد الذي تسببه، وهو من دون مبالغة يفوق على أرض الواقع ما نسمعه من خلال التلفزيون بمراحل.
هذه الصواية مزعجة بصورة لا تصدق عندما تسمعها على الطبيعة. قبل أيام عدة في أحد «المولات»، باغتنا صوت جهوري ظننا معه أن عصر الديناصورات عاد، قبل أن نكتشف أن هذا الصوت صادر من طفلة بريئة كانت تجرب الصواية في أحد المحال التي تبيع تذكارات المونديال.
صوتها الشديد يفسر سبب كثرة الشكاوى عليها، والتي لم تتوقف من معظم المشاركين والمشاهدين، ونحن منهم بالطبع، خصوصاً أننا نملك سبباً إضافياً، هو أنها تصبح أكثر إزعاجاً عندما يقترن صوتها مع صوت بعض المعلقين من هواة الزعيق والتهويل من أمثال صاحبنا الذي يولول: اولالالا.. لا، على كل كرة وعلى كل هجمة.
رغم الاتفاق شبه الجماعي على إزعاج الـ»فوفوزيلا»، إلا أن المنظمين والفيفا دافعوا عنها باعتبارها تمثل جزءاً من ثقافة أهل المنطقة، وبالتالي لا يستطيعون فعل شيء لمنعها.
ولا شك أننا نحترم ثقافة الشعوب ونقدرها، لأنها تعبر عن إرثهم التاريخي وعن عاداتهم وتقاليدهم، لكن هذه الثقافة على وجه التحديد وضعها مختلف وليس من السهل هضمها، لأنها ثقافة تسبب الصداع وتجلب المرض.
قد تصلح في البراري وفي الوديان، لكنها بالتأكيد لا تصلح في الملاعب لأن تأثيرها غير عادي، وكما يقول البرتغالي كريستانو رونالدو: «من الصعب على أي كائن في الملعب أن يحافظ على تركيزه»، أو كما قال عنها ميسي: «من المستحيل التواصل داخل الملعب، الأمر أشبه وكأنك أصم».
وقضية الصمم ليست مبالغة، الأسبوع الماضي تابعنا أكثر من تقرير لأطباء يقولون إنها قد تسبب مرض «طنين الأذن» وقد تصل في بعض الحالات إلى الصمم، والسبب أن شدة الصوت الصادرة عنها والبالغة 127 ديسيبل (مقياس نسبة الضوضاء) يفوق قدرة طبلة الأذن.. والله يسلم.
Saif.alshamsi@admedia.ae