متفرقات الأحد
- «عزت الدوري» هو ذلك الشخص الذي كان موجوداً في حياة الرئيس صدام حسين؟ وكان نائبه في كل شيء، في الجمهورية، والحزب، القومي والقُطري، وفي قيادة الجيش، ونظراً لجدلية الصراع التقليدي بين الأول والثاني، بين الأصل والظل، كان الدوري شبحاً رمادياً، لأن في وجود شخصية «كارزمية» أولى مثل صدام، لا يمكن أن يكون هناك دور للشخصية الثانية، فما بالكم، إن لم تكن هذه الثانية لها صفات القيادة البارزة، وكان وقتها يتعالج من سرطان الدم في النمسا، وكان أيضاً رجلاً تخطى السبعين، وليست له تلك المهارة العسكرية، وقبض على كل زملائه، وحوكموا، وأعدموا، إلا هو، فهل يمكن أن يظل موجوداً إلا في رؤوس من يريدونه حيّاً رغم أنف الموت، وباقياً رغم أنف الواقع، وفزّاعة للآخرين، رغم أنه صار «خيال مآتى» حتى لنفسه، هل مات عزت؟ أم ما زال حيّاً على رأي حزب البعث الميت!
- هل كان لزاماً علينا أن نبني آلاف المساجد، وفق نمط معماري، متكرر، ويكاد أن يكون مستنسخاً، في كل مدننا، ولا أحد قادر أن يعترض، وينبه، أو يقول رأياً مخالفاً، وقد يكون مفيداً، وكأن قالب هذه المساجد المصبوبة أمر حتمي، وفرض ديني، لا يمكننا الخروج عن «نصه»، وهو أمر ينطبق على كثير من الأمور في حياتنا اليومية، والعملية، دائماً بانتظار أن يأتي «غودو»، ليفتح لنا نافذة الأمل، وفرحة الخروج من الربق، اليوم هناك مساجد جديدة تبنى في العاصمة، ومدن الإمارات، لها طابع حداثي، وعصري، يتناسب و«الهارموني» العمراني للإمارات والنهضة الحديثة، مساجد في غاية الروعة، والجمال، والإبداع، لا يمكنك أن تمر أمامها، ولا تتوقف، لقد كبّلنا ذلك المهندس المعماري الذي جاء في السبعين، وصبّ قالباً وحيداً للمساجد، وقال: «كفى الله المؤمنين شر القتال»!
- لم للبنفسج دائماً عطر جديد، ويتجدد؟ لم لونه يزداد مع العمر بهاءً، ورونقاً، وامتلاء؟ لم وحده دون كل الزهور يبعث في النفس أملاً من نور، ونشوة من حبور، ويوقظها لتسابق أحلامها؟ لم للبنفسج هذا الحضور الطاغي، رغم أنه لا يباهي، فقط يحضر مثل مطر مباغت، مثل سحابة واعدة، مثل فجر مشبع بالندى، ودخان القهوة، يحضر هكذا.. ويكون فجأة هو سيد المكان، هل قلنا غزلاً في العين، وهُدبها؟ هل قلنا مدحاً في ذلك اللون الملكي، وهيبته؟ مهما يكن.. للعين، وللبنفسج طعم الفوز والتتويج، ولمدينته الفرحة المُخضّرة دوما شهوة الصهيل!