الأهلي وكوزمين المحلي
ودع الأهلي أقوى أنديتنا هذا الموسم دوري أبطال آسيا من دور المجموعات، ونحن الذين كنا نمني النفس بوجود ثلاثي غير مسبوق لأنديتنا في الدور الثاني، ولكن قدر الله وما شاء فعل، ويبقى السؤال، هل فشل الأهلي؟، وهل كوزمين عاشق الألقاب ليس سوى مدرب محلي؟
الأهلي لم يفشل بمقاييس الفشل المعروفة، إذا اتفقنا أن الفشل ليس في خسارة التأهل، ولكنه في عدم الاكتراث بالبطولة، وإشراك البدلاء والخروج مبكراً أو بهزائم ثقيلة كما فعل العديد من أنديتنا في السابق، وهو ما لم يحدث بالنسبة للأهلي هذا العام وهو الذي قاتل بقوة من أجل التأهل حتى اللحظات الأخيرة ولم يخسر أي من مبارياته الخمس الأولى في البطولة، وخرج متخلفاً بفارق نقطتين فقط عن متصدر المجموعة، ونقطة عن الوصيف.
أما الإجابة عن السؤال الثاني فالوصول إليها بحاجة إلى الإجابة عن السؤال التالي: ماذا لو حدث أن خسر كوزمين ألقاب السوبر ودوري الخليج العربي وكأس الخليج العربي للمحترفين التي فاز بها؟، وفي المقابل تأهل إلى الدور الثاني من دوري أبطال آسيا، فهل كنتم ستعتبرونه مدرباً غير محلي؟، وهل ستكون جماهير وإدارة الأهلي راضية عنه في تلك الحالة؟، بالتأكيد لا بل وألف لا.
لدينا أناس متناقضون، إذ يتحدثون أن الإرهاق ليس سوى وهم، ويجزمون بقدرة أنديتنا على خوض أكثر من مباراة في حيز زمني ضيق، وهم بأنفسهم الذين انقلبوا على كوزمين عندما لم يقم بإراحة لاعبيه في المباراة النهائية لكأس الخليج العربي للمحترفين، والتضحية بها من أجل مباراة السد، وكأنهم يريدون منه أن يراهن على تلك العصافير الموجودة على الشجرة، مقابل أن يغامر بعصفور مضمون وفي قبضة اليد.
ولمزيد من الإيضاح دعونا نقارن بين حالتين، فقد حصد الأهلي وكوزمين الثلاثية التاريخية وينافس على الرابعة، بينما خرج السد القطري ومدربه عموتة من كل البطولات المحلية خالي الوفاض وتأهل في آسيا، فهنيئاً لكوزمين كل الألقاب، وماذا يعني لو خرج من دوري الأبطال وهو الذي ظل حتى اللحظات الأخيرة متصدراً لمجموعته، وماذا يعني إن قالوا عنه “مدرباً محلياً” إذا كان لقب المدرب القاري وفق حسبتهم قد ذهب إلى مدرب السد حسين عموتة.
عندما كان يحصد اللقب تلو اللقب كانوا يتغزلون بالأهلي الفريق الذي لا يجارى، ويشيدون بجهود إدارته، ويثنون على جودة لاعبيه، وعندما خرج من البطولة الآسيوية تركوا الجميع وتفرغوا للحديث عن كوزمين، رغم أنهم يعلمون أن كرة القدم لعبة جماعية وليست “بليستيشن”.
Rashed.alzaabi@admedia.ae