هل ينتصر القوي دائماً، ألا يمكن للضعيف أن يغلب القوي، هل يمكن أن يكون الضعف قوة، ألا يمكن أن تكمن القوة في الضعف أحياناً، أو أن يكمن الضعف في القوة؟ هل العاطفة دائماً ضعف، وهل يجب أن يكون الإنسان دائماً قوياً، ألا نحتاج جميعاً رجالاً ونساءً للضعف، ألا يجتمع الضعف والقوة في الإنسان، هل النجاح ملكية خاصة للرجل؟ أسئلة دارت في خلدي وأنا أشهد ولادة ابني البكر، والحمد لله، وأدركت عن قرب مدى الألم الذي تتعرض له الأم وهي تعاني آلام المخاض الشديدة، بل إن الأم بعد ولادتها تولد هي ذاتها من جديد بعودتها إلى الحياة بعد أن وصلت بألمها حد الموت إلا قليلا، وقد ذكرني ذلك الموقف بوالدتي - رحمها الله- وهي تصر على الإنجاب على الرغم من أن ولادتها كانت عسيرة جداً، وتحتاج للعناية المركزة، انطلاقاً من إيمان جيل الآباء والأجداد بأن كثرة الأبناء نوع من الجاه، ومجلبة للرزق لضيق ذات اليد، فلكل مولود قادم رزقه الذي يكون أكثر إذا كان المولود بنتاً، واكتشفت - فيما بعد- أن والدتي كانت لها نظرتها الاستراتيجية الاستشرافية لموضوع الإنجاب، فقد كانت برغبتها وتشجيعها على المزيد من إنجاب العيال تسهم في صنع قنبلة التفوق الديموغرافي البشرية على الأعداء! يجب أن نعترف بأن مجتمعنا العربي لم يزل ينظر إلى المرأة نظرة ظالمة لإنسانيتها بالدرجة الأولى لأنها لا تختلف في إنسانيتها عن الرجل، فهي تشعر وتحس مثله، وإن كانت عاطفية أكثر من الرجل، فليس ذلك انتقاصاً من إنسانيتها، بل ميزة خصها الله بها لحكم بالغة، منها أنها لو لم تكن عاطفية لما قررت الإنجاب أبداً بعد أن عانت وذاقت آلام الولادة وهي تلد بكرها، ولكرهت أبناءها لما يتسببون فيه من ألم أثناء الولادة وقبل الولادة! وينسى أو يتناسى المنادون بتحجيم دور المرأة اليوم في كل المجالات والميادين، أنهم أبناء أمهاتهم، وأن أمهاتهم نساء، وأنهن مصنع الرجولة والرجال، فأي قيمة للرجل بلا أم، أو أخت، وكأن معارضي حرية المرأة ومساهمتها في التقدم الحضاري، ولدوا من الفراغ! "عاطفية" المرأة ليست نقصاً، بل ميزة خاصة ليكون الحب الأساس أو الركيزة التي تبنى عليها الأسرة، فأي أسرة تلك التي لا يكون فيها حب الأم وحنانها أساساً فيها! وكذلك فكيف تكون المرأة أنثى بلا عاطفة، أليس الرجل بحاجة إلى أنثى! أبو العلاء المعري: فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقــــدِرَةً كــــــــذاك، واحـــــذَرْ فللِمقدارِ أسبابُ يزورُنـــــــا الخيرُ غِبّـــــــاً، أو يُجانبنا فهل لمِا يكــــــــــرهُ الإنســــانُ إغبابُ؟ وقد أســــــاءَ رجــــالٌ أحسنوا فقُلوا وأجمَلـــــــوا، فإذا الأعـــــــــداءُ أحباب Esmaiel.Hasan@admedia.ae