كنت أتمنى أن اكتب مقالة تضج بالفرح في مناسبة مفرحة مثل عيد الفطر (السعيد)، ولكن هذا العيد غلفه الحزن حين وصلتنا أخبار رحيل زميلنا الصحفي والإعلامي العربي (ولا أقول المصري فقط) أكرم يوسف..
لا استطيع الادعاء (بعد رحيله) بأنه كان صديقاً مقرباً، ولكنه بأخلاقه ومهنيته واجتهاده كان صديق الجميع لأنه فرض الاحترام ولم يطلبه...
عرفته مع بداية قدومي لدولة الإمارات العربية، وهي تقريباً سنوات قدومه نفسها إليها، فكنا وافدين ولكن أهلها لم يجعلونا نشعر بالغربة فعاملونا وكأننا منهم وفيهم، ومع بدايات عمله في «الاتحاد» نال جائزة الصحافة العربية لعام 2003 عن تغطيته لنهائيات أمم أفريقيا التي جرت عام 2002، ومن يومها سطع نجمه واسمه وكان علامة فارقة في صناعة التميز، ولعل أهم ما تميز به هو اعتراف منافسي المهنة الواحدة له بفرادة فكره وإبداعه واجتهاده، ونحن نعلم كم هو صعب أن يمدح زميل مهنة زميلاً له.
كيف لنا أن نقيس مدى نجاح الراحل ومدى محبة الناس له ؟ والجواب بسيط نجده في سيل عبارات النعي من عشرات ومئات الزملاء الذين صدمهم رحيله المفاجئ، نعم ففي لحظة قرر أكرم أن يذهب لبلاده مصر ليقضي آخر أيام رمضان مع أسرته الكبيرة، ويحتفل معهم بعيد الفطر، ولكنه رحل مع رحيل شهر رمضان المبارك وصلى عليه محبوه في يوم صلاة العيد.
فحتى في رحيله كان مميزاً كعهده في حياته، ولأن المميزين لا يرحلون سوى الأجساد فقط، لهذا لن نقول إلا وداعاً لحضورك الجسدي بيننا وأهلا بك أسير الذاكرة والحنايا فأمثالك يبقون مابقيت الذاكرة.
تعلمنا من أكرم أن الجزالة هي الطريق نحو الإبداع والإقناع والإمتاع، ولهذا فلن أطيل في نعي علم من أعلام الصحافة الرياضة العربية، ولكني أتمنى أن نشهد بطولة أو مناسبة تحمل اسمه في القريب العاجل.